أنامل لا ترى
ا====سباعيات===
قبل أن يختطفها “هاديس”
وتنشق الأرض وتبتلعها..
أطبقت ” بيرسيفون” جفنيها على ألف سؤال،
تثقلها الظلال،
تتلاشى الإجابات
كنجمة وحيدة في مدى بعيد.
قلبها نصل
غافٍ على وتر،
ينزف ضوءًا لا يُرى،
هجرتها الأماني
وقد كانت طيورا ضلّت طريق الرياح،
والضحكات…
وقد صارت رذاذا يتلاشى في مهبّ الغياب.
واقفة..
ضفائرها وغدائر شعرها .. دغلٌ دامس..
كحلم نسيَ السقوط،
تتمايل بين الريح والخطى،
تمشي فوق الأسماك،
تغزل الماء
ينزل حريرًا تحت قدميها.
لا شيء ينكسر،
لاشيء..
الصمت وحده يُعيد نحتها،
يصقلها
حجرا كريما في مهبّ النار،
يرتّبها ألوانا وصورا،
يرسمها من جديد بلا كلمات.
هاهي هنا،
ها هي هناك..
في الهنا والهناك..
تمدّ يديها إلى الفراغ،
تنتشل منه صورة،
تضعها برفق
فوق ملامح الغياب.
تدور، تدور
تلتقط بلورات الضوء،
تنفض الغبار عن الظلال،
تجعل الصمت يتنفس،
ثم تخطو… خطوة بعد أخرى،
تمشي فوق الأسماك،
والماء يتهيّب ثقلها الخفيف.
تُعيد ترتيب كل شيء، بعينيها فقط،
وحركة أصابعها،
بنبض خطاها،
تنسج العالم من جديد،
بلا كلمات…
بإيماءة هادئة
بلمسة تترك أثرًا لا يُمحى.
راضية بصيلة