أحبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي
النقد الساخر والفن الهادف.
“أحبها بلا ذاكرة”هي الرواية الخامسة في رصيد الروائي التونسي الشاب الأمين السعيدي بعد رواياته:
– مدينة النساء
– ظل الشوك
– ضجيج العميان
– المنفى الأخير
وهي رواية في156صفحة تنقسم الى اربعة فصول:
الفصل الأول:
القطيع والكلب
الفصل الثاني:
سكينة وذاكرة عفاف
الفصل الثالث:
من القصر الى القرية
الفصل الرابع:
خريف عدنان
تأتي هذه الرواية بعد سلسلة من الروايات العميقة الناجحة التي ترجمت الى عديد اللغات وعدت من افضل الانتاجات العربية المعاصرة.
أحبها بلا ذاكرة رواية العجيب في الشخصيات والأحداث والرمز والتكثيف والتجريب.
تبدأ الأحداث من كلية الاداب اين التقى البطل”عدنان”بالطالبة الجميلة “عفاف”فتنشأ قصة حب طريفة تقود البطل الى مغامرة رومانسية محفوفة بالمخاطر والتشويق والاثارة، فعفاف لم تكن عشيقته الوحيدة وانما كانت الاعمق فلسفيا وفكريا ففازت بحب البطل عدنان هذا المناضل المفكر والفيلسوف الذي اغرقته الذاكرة في الوفاء لسارة المعلمة،التي أحبها وهو تلميذا فجمعتهم علاقات جسدية سيطرت على حياة البطل في علاقته بالنساء الاخريات.
كانت سارة نموذا للجمال في القرية والمدينة وكان عدنان نموذجا للثورة بكل معانيها،كما تميز بتحرره الجسدي والفكري وتخلصه من قيود البيئة والمجتمع وهذا دفع الأحداث الى الغريب والعجيب،خاصة في علاقة البطل بشخصية “المخنثة” و”الرئيس” و “زوجة الرئيس”…
تعددت شخصيات الرواية وانقسمت الى رئسية وفرعية فكان لكل شخصية رؤيتها الثقافية والسياسية والاخلاقية للحياة واتفقت مع بعضها البعض في صناعة عوالم عجائبية تقوم على الانسانية والحرية والحب…
اللغة: اللغة في رواية “أحبها بلا ذاكرة” لغة طريفة مستحدثة تقوم على التوليد وهي لغة فيها من مفاهيم العلوم الطبيعية والعلوم الانسانية مع المحافظة على ابعادها الجمالية وقد قطعت مع الموروث اللغوي وأسست للجديد.
الاسلوب: قامت الرواية على الجمل القصيرة الملغمة بالرمز فأنتجت نصا مكثفا مشترك المسائل سياسية ودينية وثقافية واجتماعبة…
طبيعة الجملة تجعل القارئ مشارك في النص لقيامها على التجريب والفلسفة…
وهو ما يزيد الرواية تشويقا واثارة…
انماط القص:
حضر في الرواية السرد والحوار بمختلف أنواعه والوصف…
كما جمعت الرواية بين الأجناس الأدبية المختلفة شعرا ومسرحا وهذا ما دفع النقاد الى الاختلاف حول جنسها الأدبي،رغم توفر كل شروط الرواية في “أحبها بلا ذاكرة”راوغ الروائي الأمين السعيدي القارئ وجعل نصه يأخذ من السيرة الذاتية والنص المسرحي في تلاعب عجيب بالاحداث والقضايا المحيرة.
أحبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي نص الاشكاليات والحيرة والاختلاف فقد كان كل شيء موظف في الرواية حتى عدت نصا عنوانه حتمية البقاء في خانة التأويل وطرح الاسئلة حول مضامينه الفكرية وشخصياته الملغزة واحداثه الجريئة.
بقلم:الدكتورة انصاف بن مبروك.