رواية” أحبها بلا ذاكرة ” للروائي التونسي الأمين السعيدي
هو: الكلب يا عفاف،لو كان القطيع حرا ماقاده الكلب نحو الجيف الملقاة على اطراف الوادي.الكلأ الذي يمرون عليه وهم ينظرون الى القائد لا يرونه وهو بين اقدامهم فيعودون في المساء ببطون خاوية وروائح كريهة…
لقد إشتممت رائحة القطيع ذات مساء وتفرقت تلك الرائحة على المدن والقرى المجاورة،هاهي الآن تصل الى المرتفعات وتصعد الى الجبل،مازالت تمتد وتنتشر…
عفاف: الآن عرفت أنها وصلت الى الفقراء.
هو:هم مصدرها وقد نبهتهم منذ عقود وأنا انثر الورد والعطر في الشوارع،غير أن رائحة الجيف أقوى وأكثر انتشارا،هي نابعة من التوحش ياعفاف.
عفاف: مدينتى يسكنها الأثرياء ولا شيء يجمعهم.
هو: الفقراء أكثر فرقة وشتات،أما الأثرياء فتجمعهم السلطة.
عفاف: لن يحكم الفقراء، السلطة طريقها وعر والمال هو الوسيلة الوحيدة للوصول.
هو: حتى الجمال والخير والشهرة لا يمكن الوصول إليهم إلا بالمال.
عفاف: لا اعتقد ذلك فالجمال ثقافة باطنية وهبة من السماء.
هو: يبدو انك لا تعرفين جارنا لاعب كرة القدم الذي إلتحق بأحد الفرق الكبيرة،كان أسود اللون،بشع المنظر واليوم…
عفاف: في سواد البشرة جمال مختلف،فكيف يغير لونه…!
هو: ولكنه يرى في سواده عيبا ونقصا…
عفاف: مثله مثل المرأة التي جعلت من نفسها موضوعا لإقامة العدل والمساواة.
هو: نعد الى القطيع والكلب،لقد تعبت الاوطان…
عفاف:لن يتغير حال القطيع إلا إذا تغيرنا نحن…
هو: ومن نحن يا عفاف !؟
عفاف: نحن الذين نتحدث عن الجمال والخصب ونحلم فنرسم ونكتب ونغني ونعشق…
نحن ندعي ولا نملك شجاعة الإقدام…
هو:فهمت وازددت فيك حبا.
عفاف:معنى ذلك ان الحب كان منقوصا،فهل إكتمل الآن!؟
أحبها بلا ذاكرة
الأمين السعيدي
ص: 11/12/13
ط:1
ت:2024