خاص لصحيفة الدستور – علوم الوعي
لا يصل الإنسان إلى الوعي حتى يتعرى تماماً أمام نفسه..
يخلع كل الأقنعة التي لبسها عبر مراحل حياته..
يتخلص من ديجورة الحجب التي أغلقت عينيه عن الرؤية..
يعترف ويحب ويتقبل:
ضعفه قبل قوته..
شكواه قبل شكره وامتنانه..
بخله قبل عطائه..
غيرته وحسده وحنقه وأنانيته قبل حبه..
يرى قبح البثور التي غطت جسده..
ويشتم رائحة النتن التي تفوح من نفايات تجمعت في أعماقه..
يقبل ظلمته بكل ما فيها من خوف وفظاعة وقبح..
يشعر بكل أصناف العتمة في داخله..
يقبل بكاءه دون أن تحرقه الدموع..
لا يندم فيذوب كما تذوب الشموع..
الوعي هو أن تتعرف على نفسك جيداً وتدرك أنك بالغت كثيراً في الدور المكلف به فنسيت حقيقتك..
الوعي أن تعلم أنك النقاء ولكن الشوائب علقت بك فتعمل على تنظيفها..
أن تذكر ما مضى بلا تأنيب ولا جلد ولكنه تذكّر فيه عهد وعزم على ترك ذاك المسار الخاطئ..
وتنظيف تلك النفايات العالقة..
فتؤدي إلى أصحاب الحقوق حقوقهم ومن أولى من حق نفسك عليك..
ثم حقوق الآخرين..
فأي وعي وأنت تُبكي فلان..
وتغتصب حق فلان..
وتكذب على فلان..
وتغتاب فلان..
وتصنف وتحقد وتؤذي وتؤلم..
الوعي أن تلقى الله أملساً ليس عليك تبعة..
هو درجة العليين.. وهو اسم واقع على معانٍ عميقة..
عندما تدركه ستأنس الصمت وتتعمد بنور الألوهة وتراتيل السماء..
تسكر على ترانيم حبٍّ أبدي لا مشروط..
خلف حدود الزمان.. خلف حدود المكان..
تبني بيتاً من نور..
الوعي هو أن تدرك أنك النور وتشعر بذاتك من تكون..
دمتم بوعي
بقلم: مازن حسن
Discussion about this post