متابعة د. محمد خليل جبر
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن نتائج تحليل جديد يُظهر ارتفاعًا “غير متوقع” في مستوى سطح البحر خلال العام الماضي، مما يُثير مخاوف علمية وبيئية حول تسارع وتيرة هذه الظاهرة وتداعياتها الخطيرة على الكوكب.
ووفقًا للتحليل الذي أجرته ناسا، بلغ معدل ارتفاع مستوى سطح البحر في العام الماضي 0.23 بوصة (0.59 سنتيمتر) سنويًّا، مقارنة بالمعدل المتوقع البالغ 0.17 بوصة (0.43 سنتيمتر) سنويًّا. هذه الزيادة تُشير إلى تسارع ملحوظ في ارتفاع منسوب مياه المحيطات، مدفوعًا بعوامل رئيسية مثل ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وذوبان الصفائح الجليدية، بالإضافة إلى ذوبان الأنهار الجليدية في مختلف أنحاء العالم.
ووصفت ناسا هذه النتائج بأنها “مقلقة”، نظرًا للتداعيات الكبيرة التي يُمكن أن تترتب على ارتفاع مستوى سطح البحر، بما في ذلك زيادة خطر الفيضانات الساحلية، وتآكل الخطوط الساحلية، وتهديد البنية التحتية للمدن الساحلية، وتعطيل النظم البيئية البحرية والساحلية. كما حذرت الوكالة من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى زيادة وتيرة العواصف المدمرة وارتفاع منسوب مياه المد، مما يُهدد حياة الملايين حول العالم.
يأتي هذا التحليل في وقت تُواصل فيه الجهود الدولية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، والتي تُعدّ العامل الرئيسي وراء ارتفاع درجات حرارة المحيطات وذوبان الجليد. وتؤكد ناسا أن هذه النتائج تُسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية، وحماية المجتمعات الساحلية من الآثار المدمرة لارتفاع مستوى سطح البحر.
يُذكر أن ارتفاع مستوى سطح البحر يُعدّ أحد أبرز التحديات البيئية في القرن الحادي والعشرين، حيث يُهدد بتحويل الخرائط الجغرافية وتهجير ملايين الأشخاص في المناطق الساحلية حول العالم.
Discussion about this post