كتبت سوسن عابدين ..
لم أر فرحا كفرح طفلة غزاوية عادت بعد تهجيرها ومن بقي حيا من أهلها إلى أنقاض منزلها في شمال غزة.. تلمست كل حجر وتسلقت على أكوام النفايات.. رفعت بعض الحجارة وظهرت لها علامات من ماض جميل وجدت حقيبتها المدرسية الممزقة وقد حال لونها وعلتها الأتربة ومزق جنبيها الرصاص فتحتها بلهفة فكأنها عثرت على كنز ثمين ؛ أخذت تتفقد محتوياتها من أقلام ودفاتر وكتب رأت رسوماتها والدرجات التي قيمتها فملأها الاعتزاز بفنها مسحت دموعها وهي تقرأ الجمل التي كتبتها في عيد الأم قبل استشهادها مع والدها وبعض إخوتها في بداية المجزرة الأولى ؛ مزيج عجيب من أسى عميق وفرح عابر هجم على الطفلة فنسيت أين هي ولم هي تقف في هذا المكان ومن بقي من أهلها على قيد الحياة .
إذا مُنِعَ من البرّ فلم يُمنَع من السماء … بوصلة المواقف .
كتب جليل هاشم البكاء في كل موسم مطير، تتجدد المفارقة المؤلمة في العراق: سماءٌ سخية، وأرضٌ عطشى، ودولةٌ تتقن تبرير الفشل أكثر مما تتقن إدارة النعمة. فبينما تنهمر الأمطار الغزيرة على عموم...


















Discussion about this post