كتب د سليم الخراط
إن ما يحتاجه الشعب السوري او المجتمع السوري واضح وهو على رؤوس الاشهاد فاي حوار انا معك يخدم القضية ويساهم في حلها اذا كان هناك من طروحات جديدة والشارع السوري بحاجتها ولكن انت الاعلم وكما يعلم الجميع ان احتياجات الشارع معروفة وتم طرحها عشرات المرات وفي العديد من المحافل واللقاءات، ولكن السؤال العريض الذي سيفرض نفسة وبقوة هل من مجيب وملبي ومنفذ لتلك الاحتياجات والمطالب، المكونات الوطنية والمطالب الشرعية خطان متوازيان ويسيران سوية باتجاه واحد هكذا يفترض، اما اذا تجاهلت السلطة مطالب العامة والشارع فهنا الطامة الكبرى، والحوارات والمشاركة هي واجب ومطلب حق وشرعي لتقريب وجهات النظر، والتشاركية حالة صحيحة لصهر المبادارات والطروحات للخروج بمخرجات تخدم الشارع وتؤهلة ان يكون بالاتجاه الصحيح والايجابي ..
ما أفرزته أقلام وأفواهُ البعض من قيحٍ وقبح، وجعاً على ما أصابنا من تشوُّهٍ وتشويهٍ لنقاء العلاقاتِ الأخويّة والإنسانيّة النبيلةِ في بلدنا ..
ومع هذا علينا استنهاضُ الأملِ، ومحاسبةُ كل من ساهم ويساهم بتلويث مجتمعاتِنا بفحيحِه الطائفيّ المَقيت ..، الطريقُ يكفي حتّى وإن كان كلُّ شيء طعمُه طعمُ الفراق ..!! .
لنعملْ على أن يعود اللحن سورياً وإن كان حزيناً فسوريانا لا تنهض إلا عندما تتكىء على قلوب أبنائها جميعا ..، فلتكن قلوبنا جسراً تعبرُ عليه الأرواحُ المتعبةُ والنفوسُ التي أنهكَها القتلُ لعلّ اللحنَ يعودُ إلى عذوبتِه وسحرِه كما كان ..
أن تكون سوريّاً حقيقيّاً وواعياً يعني أن تسعى إلى حقن الدماء بين أبناء وطنك، لا أن تكون نافخًا للسموم ومحرضًا على القتل ..، فالشعب السوري يكفيه ما أصابه خلال السنوات الماضية، وهو شعب يستحقّ الحياة الكريمة والعيش بأمان بين جميع مكوناته، التي بقيت متماسكة ومتآخية عبر التاريخ ..، أما من ارتكبوا الجرائم، فيجب محاكمتهم محاكمة قانونيّة تنصف الضحايا وتحقّق العدالة، تمامًا كما يجب التصدي للمحرّضين على الفتنة والتفرقة، لأن الفتنة أشد من القتل ..، فأن يكون المرء طائفيّاً وتحريضيّاً في كلامه وخطابه وكتاباته يعني أن يكون مشاركاً في القتل والإجرام أيًاً كان ..، فوطننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى خطابٍ وآلياتٍ تحمي التنوّع الثقافيّ والتعدديّة فيه، وهو خطابٌ قائمٌ على المساواة في الحقوق والواجبات بما يضمن عدم شعور أيّ فريقٍ أو مجموعةٍ أو طائفةٍ وعرقٍ بالتهميش أو الإقصاء، وهذا لا يتمّ إلا بغرس ثقافة الوحدة والاحترام المتبادل، وإرساء الأسس لمستقبلٍ مستقرٍّ يقوم على جهود الجميع وحضورهم الفاعل والبنّاء في المجتمع دون تمييز بين مكونٍ وآخر .. .
لقد أثبت التاريخ أنّ الفكر والممارسات الإلغائيّة الإستئصاليّة لا تنتج سوى مزيدٍ من القتل والدمار، ولم تنجح فئةٌ عبر التاريخ بإبادة فئةٍ مهما كان عددها قليلاً أو كبيراً، بل إنّ هذه المكوّنات استطاعت بناء وطنٍ حقيقيٍّ انطلاقاً من ثقافة المحبّة والتسامح والإنسانيّة، ويؤكّد هذا تاريخُ المجتمعاتِ والشعوب في المنطقة والعالم ..، فما أحوجنا اليوم إلى التعلّم من دروس التاريخ والاستفادة منها .. .
Discussion about this post