بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
انتشر طيلة يوم امس فيديو لإمام مسجد بطنجة يخبر من خلاله المصليات ان جناح النساء بالمسجد سيتم إغلاقه ليوم واحد كرسالة لبعض الاخوات لعدم إحضار ابنائهن لبيت الله .
وقد اثار الفيديو المذكور جدلا واسعا ، واستغله البعض للانتقام من الإمام ومن الدين عموما ، فهاجموه هجوما عنيفا لتحريض وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية ضده لتتخذ في حقه قرارا عقابيا .
وقد انتشر الفيديو على نطاق واسع وتناولته وسائل الإعلام المغربية والعالمية من بينها على سبيل المثال لا الحصر قناة العربية السعودية ، حيث هاجمه بقوة كاتب المقال وبالغ في التحريض ضد إمام المسجد .
ما تطرق إليه الإمام هو امر طبيعي وموضوعي ومنطقي ، فهناك فعلت من المصلين ومن المصليات من يحضر ابنائه عديمي التربية الذين يحضرون فقط لإزعاج المصلين ، واللهو واللعب في بيت الله .
يجب اتخاذ قرار صارم على الصعيد الوطني لمنع الأطفال المزعجين من دخول المساجد ، فهم فعلا يثيرون الفوضى والهرج في قلب المساجد ويزعجون المصلين …
هذه الظاهرة تكثر بشكل خاص خلال شهر رمضان وبالضبط من اليوم الاول إلى اليوم السابع والعشرين ، حيث تمتلئ المساجد ببعض الٱباء والامهات الذين لا يصلون إلا في رمضان .
مثل هؤلاء يجب تربيتهم على المواظبة على ارتياد بيوت الله ، وإقناعهم أن الله موجود طيلة شهور السنة وليس فقط في شهر رمضان ، وأن الصلاة يجب ان تستمر حتى بعد السابع والعشرين منه .
وان الصلاة عماد الدين وبدونها لا يستقيم إيمان المرء ، وان الرسول الكريم أكد ان العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر ، وانها من اركان الإسلام التي لا يستقيم إسلام العبد بدونها .
يجب ان تحرص وزارة التوفيق على توعية المواطنين عبر كل القنوات الوطنية التي لا تقدم إلا التفاهة ولا تعمل إلا على إفساد الأخلاق من خلال المسلسلات التركية والسيتكومات والسهرات والبرامج الماجنة .
حضور الاطفال للمساجد يجب ان يقترن بالتزامهم الهدوء واحترامهم لبيت الله والبقاء إلى جانب اولياء امورهم ، لا اللعب واللهو والصياح وإزعاج المصلين والحيلولة دون خشوعهم واداء الصلاة كما يجب .
ما فعله إمام طنجة هو عين الصواب ، وهو ما يجب ان يتم تطبيقه في جميع مساجد المملكة ، ويجب تكريمه لانه فعلا وضع الاصبع على الداء ووجد الحل المناسب لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا .
قبل سنوات ، كانت للمسجد هيبته ، كنا كأطفال نقدسه ونحترم رواده ونلتزم الهدوء فيه ولا نزعج احدا ، كان المصلون يحذروننا قبل دخول المسجد بحسن التصرف والتأدب في حضرة هذا الحرم .
بيت الله يجب ان تكون له هيبته وان نعلم الاطفال انه بيت مقدس وانه خير اماكن الارض ، ولا يجب إحداث الفوضى فيه وعدم إزعاج المصلين وان المسجد ليس مكانا للعب ويحب احترامه .
الضجة المثارة حول إمام مسجد متعمدة ويقودها علمانيون هدفهم محاربة الإسلام والمسلمين ، كما استغلها البعض لإلهاء الشعب عن قضاياه المصيرية والجوهرية وتسليط الضوء على قضية كان من الافضل ان تمر مرور الكرام لانها فعلا مسألة عادية ولا تحتاج لكل هذا الجدل .
لا يجب ان نفتح الباب للعامانيين لينتقموا من الاسلام والمسلمين ، يجب ان نتحد ونواجه هذه الحملة المثارة ضد تصرف الإمام وان نحول ضد عقابه من الوزارة الوصية وهو ما يصبو إليه اصحاب هذه الحملة الشرسة .
الإمام المذكور لم يفعل إلا ما كان يجب فعله ، واي إمام في مكانه سيقوم بنفس الفعل ، فقد اخبر المصليات ان هناك لجنة تنظيمية بالنسجد عجزت عن مواجهة هذا المد الطفولي وهذه التصرفات الصبيانية التي خرجت عن السيطرة ، لذلك منحهم عطلة يوم واحد ليلتزموا بعدم إحضار ابناىهم لبيت الله او تىبيتهم ليكونوا في مستوى دخول المساجد ومشاركة المصلين شعائرهم .
الإمام اخبر كذلك المصليات ان الصلاة في بيوتهن خير لهن وهو ما امر به رسولنا الكريم ، ولم يات به الإمام من عنديته ، وهو ما يحاول البعض استغلاله لتأليب الراي العام النسوي ضده ، واصحاب الحملة ضد الإمام يحاولون بكل ما أوتوا من قوة ورباط الخيل قمعه والإساءة للإمامة بالمغرب ، لذلك علينا ان نتجند وندافع عنه ليبقى في مسجده .
Discussion about this post