كتب سليم الخراط
صوت فلسطين ..
قراءة نحتاج أن نعي كل كلمة فيها نحن المؤمنون بأوطاننا أن الجهاد حق علينا جميعا، فها قد عادت الطائرات، وعادت الدماء، وعادت صرخات الأطفال تتعالى من تحت الركام. عاد الموت إلى غزة كأنه لم يغب لحظة. عادت المجازر، وعادت إسرائيل تطلق العنان لآلتها الجهنمية، لا تفرّق بين شيخٍ أو امرأة أو رضيع .
ولم تكتفِ بغزة، بل أعلنتها حربًا شاملة، تقول إنها ستطال لبنان كلّه، بعدما غاب صوت الردع من الجنوب. وسوريا، يا وجع سوريا، سقطت من الخريطة، يُستباح ما تبقّى منها، وتُحتل أراضيها كما لو أنها بلا صاحب، بلا مقاومة، بلا روح .
والضفة ..!!؟ الضفة تُدفن حيّة ..!!، الاحتلال أعلن فرض “سيادته الكاملة”، وبدأ بالفعل في بناء مستوطنات جديدة، معلنًا بوقاحة أن لا شريك له في الأرض، ولا حتى في الوهم .
واليمن ..!!؟ يمن العروبة، يمن الصبر والرجولة، تُقصف ليلًا ونهارًا بالطائرات الأمريكية، لأنها قالت “لا”، لأنها رفضت أن تقف متفرجة على الذبح، لأنها انتصرت لغزة بشرفٍ ما عاد يُعرف في عواصم الخيانة ..
أما “أعراب الردة”، فهم كما كانوا دومًا… سادة البيان، فرسان الاستنكار! جيوشهم لم تُجهّز إلا لقمع شعوبهم، وأسلحتهم لم تُشحذ إلا لخيانة قضاياهم. استشاطوا غضبًا فأصدروا بيانًا، وارتجف ضميرهم فأدانوا، ثم عادوا إلى موائدهم الفاخرة، يتبادلون كؤوس الخيانة تحت رايات “السلام الإبراهيمي” .
ويا لسخرية المشهد ..، في ذروة المجازر، تُناقش قنواتهم هل البخاخ يفطر الصائم، وهل خروج الدم من الأنف يبطل الوضوء، أما دماء غزة، فهي عندهم ماء آسن، لا يُنجّس ولا يُحرّم. يتناسون أن الله الذي فرض الصيام، هو ذاته الذي فرض القتال، فقال عزّ من قائل :
*“كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرهٌ لكم وعسى أن تَكرَهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللهُ يعلمُ وأنتم لا تعلمون”*
(البقرة: 216) .
لكنهم كرهوا الجهاد، وخافوا من تبعاته، وأعرضوا عنه، متناسين وعيد الله الصريح لمن يتخاذل عنه :
*“إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”*(التوبة: 39) .
فأي مصير أسود ينتظر من أعرض عن الجهاد، وأي ذلّ أشنع من أن يرى أمته تُذبح وهو يتجادل في المسائل الفرعية . !!؟، هذه أمة اختُطفت، استُلب وعيها، ووُضعت في حضن أعدائها لتلعق بقايا الموائد .
لكن، مهلاً !!، غزة لم تُهزم .. غزة لا تعرف الانحناء .. غزة تُسقطهم جميعًا ..،تُسقط هراء “ما بعد الكرامة”، وتدفن “الواقعية السياسية” تحت ترابها المقدّس .
هذه الأمة لن تُغيّر مصيرها ما لم تُغيّر ما بأنفسها . ، ولن تخرج من الظلمات إلى النور حتى تلفظ هؤلاء الطغاة، وتستعيد وعيها، وتُعلنها ثورة على كل الخونة .
*فليعلموا… أن الشعوب قد تصمت، لكنها لا تنسى ..*.
*وأن الله يُمهل، لكنه لا يُهمل ..* .
Discussion about this post