الجزء الثالث:
يتم تغيير أو كسر المعتقد من خلال:
1- مثلث الوعي:
كيف يتشكل الواقع؟
أي نتيجة قبل أن تظهر بالواقع، يسبقها سلوك معين، وهذا السلوك نتج عن أفكار وعن المشاعر المرتبطة بتلك الأفكار.
يعني أفكار ومشاعر وسلوك كل واحد فينا هي سبب الواقع أو ظهور النتائج:
إذاً أول شيء تولد الفكرة.
بعد ولادة الفكرة تتولّد مشاعر.
ثم تتحول إلى سلوك.
آخر شيء تظهر نتيجة (الحدث الذي يتجلى في الواقع).
بهذا التسلسل تحدث الأحداث وتظهر بحياتنا، وهذا ما نسميه انعكاسنا الداخلي، وبهذا التسلسل أيضاً يحدث التغيير الذي نريده.
يعني: الفكرة + المشاعر + السلوك = النتيجة
نستنتج من ذلك أن محصلة الأفكار والمشاعر والسلوك هي التي تصنع واقعنا، وهذه المكونات الثلاثة نسميها مثلث الوعي.
الوعي باختصار هو الانتباه لهذا المثلث والقدرة على التحكم بأفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا.
ثالوث الوعي هو عبارة عن: أفكار، مشاعر، سلوك.
(الأفكار تعني البرمجة، السلوك يعني {عادات، استجابات، ردود أفعال}، المشاعر تعني المنطقة الكاشفة).
البرمجة: تعني (كلمات، معتقدات، نوايا، قيم، قناعات، حديث داخلي، الظواهر اللاواعية، المعرفة الضمنية).
مثلث الإدراك هو أداة بسيطة لفهم وترتيب ما الذي يحدث معنا.
الأفكار والمشاعر والسلوك نظام مغلق، وهذا يعني أنهم مترابطين مع بعضهم البعض، وأن أي تغيير بأحد المكونات الثلاثة يؤدي إلى تغيير في باقي المكونات.
هذا يعني أن تغيير الأفكار سينتج عنه تغيير في المشاعر والسلوك، وأن تغيير المشاعر سينتج عنه تغيير بالأفكار والسلوك، وأن تغيير السلوك سينتج عنه تغيير المشاعر والأفكار.
مثال للتوضيح: إذا فكرنا بأفكار سلبية تتعلق بالمستقبل، هذا سيؤدي إلى توليد مشاعر، وهذا سيؤدي إلى استجابة جسدية كانقباض العضلات مثلاً أو زيادة ضربات القلب، إلخ.
جرّب أن تفكر بشيء لا تحبه، فكر به كما لو كان هنا أمامك، ثم لاحظ بدقة تعبيرات وجهك واستجابات جسدك.
اعمل العكس وفكر بشيء تحبه كما لو كان أمامك ثم لاحظ تعبيرات وجهك واستجابات جسدك.
هذه التجربة البسيطة تجعلك تلاحظ أن المكونات الثلاثة (أفكار، مشاعر، سلوك) مرتبطة ببعضها البعض ويؤثر كل منهم على الآخر.
إذاً التفكير بهذا المثلث والتدقيق فيه يجعلنا نكتشف أن كل شيء موجود داخلنا، وأن كل شيء يبدأ بفكرة.
التغيير يبدأ بملاحظة الأنماط المتكررة في حياتنا.
الأنماط المتكررة هي: الأفكار التي نكرر التفكير فيها، المشاعر التي تزورنا باستمرار، سلوكنا الذي نمارسه (العادات، ردات فعلنا تجاه الأحداث، إلخ).
باستخدام مثلث الوعي يمكنك تغيير المعتقد الراسخ في عقلك الباطن وذلك بوضع المعتقد في الخانة الخاصة بالأفكار، ثم كتابة كافة المشاعر التي تختبرها نتيجة هذا المعتقد في خانة المشاعر، ثم كتابة كافة السلوكيات التي تقوم بها نتيجة هذا المعتقد في خانة السلوك، بعد ذلك ابدأ بالقيام بسلوك إيجابي يعاكس السلوك السلبي الموجود واختر سلوكاً بسيطاً يمكنك القيام به، بعدها ستبدأ مشاعرك تتغير بما يتناسب مع السلوك الجديد وبالتكرار ستتغير أفكارك وتكتسب أفكاراً جديدة وبذلك يكون المعتقد السلبي الموجود قد تغير.
2- التجربة السلوكية:
من المعلوم أن المعتقدات تؤدي إلى القيام بسلوك معين، فإن كنت مثلاً تعتقد بأن قلة الخبرة تؤدي إلى الفشل في ريادة الأعمال، فقد يمنعك هذا المعتقد من القيام بأي عمل من شأنه أن يحقق لك النجاح والوفرة، من خلال التجربة السلوكية التي تركز على تغيير السلوك فقط وبشكل تدريجي بعد تحديد المعتقد وملاحظة السلوك الناتج عنه، ستبدأ التجريب على كسر ذلك السلوك (وهو عدم البدء بأي عمل)، والتجارب السلوكية قائمةً على الفرضيات أو موجَّهة للاكتشاف لمعرفةِ ما يمكن أن يحدُث في موقف معيَّن، على سبيل المثال: ما الاحتمال الفعلي للفشل في أي عمل ترغب البدء به دون خبرة مسبقة؟ في مجال الأعمال، فإن قلة الخبرة مشكلة إلا إذا كان ذلك معتقداً راسخاً في أعماقك، مثال على ذلك: مارك زوكربيرج (صاحب موقع فيسبوك)، حيث لم يكن لديه أي خبرة في إدارة الشبكات قبل إنشاء الموقع، والعديد من روّاد الأعمال الناجحين كانت مؤهلاتهم الفعلية الوحيدة هي الثقة بالنفس والإصرار.
3- التصرف كما لو:
وهو يشبه إلى حد كبير التجربة السلوكية، ويقوم على القيام بفعل إرادي لمواجهة المعتقد السلبي والتصرف كما لو أنه غير موجود (أي افعل العكس).
4- التحليل المعرفي:
وهو تحليل نقدي لإعادة صياغة كل المعتقدات باستخدام المقارنة مع الأشخاص الآخرين.
5- إعادة الصياغة:
عندما تكتشف معتقداً سلبياً لديك، وتكتشف الأسباب التي أدت إلى خلق هذا المعتقد، ستقوم بإعادة الصياغة والتقييم لما حدث بالفعل، وبذلك فأنت تغير استجابتك وتحرر المشاعر المتعلقة بذلك المعتقد. فمثلاً: إذا كان لديك معتقداً يتعلق بالشعور بالدونية، بعد اكتشاف المعتقد وتحديد أسبابه ولنفترض أن السبب الذي أدى لهذا المعتقد هو أن والديك كانا يهتمان بأخيك الأصغر أكثر من اهتمامهما بك، وهذا جعلك تشعر بأنك غير مهم وتولّد عندك معتقد الشعور بالدونية، ستقوم بإعادة الصياغة والتقييم لما حدث بالفعل، ستكتشف حينها أن أخاك في تلك المرحلة العمرية كان بحاجة لاهتمام أبويك أكثر منك، وأن الموضوع لا علاقة له بأنك أقل أهمية منه، وبتكرار التقييم والصياغة الجديدة سيبدأ عقلك الباطن بتغيير المعتقد الذي اكتسبته نتيجة فهمك الخاطئ لما حدث في الماضي.
6- التخيّل والإسقاط:
تخيل كيف ستكون حياتك فيما إذا كانت تلك المعتقدات السلبية غير موجودة لديك أو لو تم استبدالها بمعتقدات إيجابية.
أخيراً:
إذا امتلكت الإصرار والإرادة فقد امتلكت الوسيلة التي ستحقق لك كل ما تريد، تحتاج فقط إلى الإيمان بنفسك والعمل على تجاوز المعتقدات التي تعيقك، عندها ستتمكن من النجاح في الحياة وخلق واقع أفضل أنت تستحقه.
آمن بنفسك واعلم أنه آن الأوان لكي تكسر القيود وتحرر نفسك من سجن بقيت حبيساً فيه لفترة طويلة من الزمن، وقد حان الوقت لكي تخلي سبيل نفسك وتنطلق في طريق تحقيق أهدافك لتصنع نسخة من نفسك أفضل وأكثر سعادة ووفرة.
العديد من المعتقدات تغزو عقولنا، وتؤثر في مسار حياتنا، وتسيطر على خياراتنا وقراراتنا، وربما أدت إلى تشكيلنا، فإما أن نكون أناساً أقوياء، وإما فالهشاشة عنواننا.
من هنا فإذا أردت النجاح لا بد من المرور ببعض المحطات من التعب والفشل، ولكن بالإرادة والإصرار لن يطول انتظارك في تلك المحطات، فإرادتك هي القوة التي تدفعك للأمام على طريق النجاح.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.
انتهى..
دمتم بوعي فالوعي كالماء يحي كل شيء كان يبدو أنه على قيد الحياة
إعداد: مازن حسن
Discussion about this post