وحدي أنا
من ديوان: فلامِنكو
شعر: محمد نزير الحمصي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بعدِ ما غابَ القمرْ
ثمَّ مضى
يُشيحُ وجهَهُ عنِ السّهرْ
حتى كأنَّ الليلَ
أضحَى وحدَهُ
عادَ إلى الليلِ القمرْ
عادَ السّهرْ
عدتُ أنا
عدتُ إلى مدريدْ
عادَتْ كؤوسُ الحبِّ
من جديدٍ
والسّما نجومُها
قد وصلَتْ بعدَ سفرْ
بائعةُ الزّهورِ عادَتْ
تُفرحُ الحضورْ
تهدي لكلِّ عاشقٍ،
للأعينِ السّوداءْ
ورودَها الحمراءْ
هناكَ في مدريدْ
حيثُ النّساءُ تأسِرُ القلوبْ
تذوِّبُ القلوبْ
لقد أخذنَ مُهجتي رهينةً
لكي أعودَ من جديدْ
عُدتُ إلى حبيبتي
عدتُ إلى مدريدْ
وعادَ ليْ الماضي البعيدْ
فكيفَ لي يا مدريدْ
نسيانُ ما أذاقَني الشّبابْ
وموعداً معطّرَ اللقاءْ
وحفلةَ الغناءْ
فكيف أنسى تِلكمُ الأماسي
والليلَ في أوْرينسي
بصحبةِ النّساءْ
وكيفَ لي يا مدريدْ،
نسيانُ ماريا خوسي،
وشذاها لم يزلْ
يسكنُ في الأريكةِ الزّرقاءْ
ويملأُ الفضاءْ
وكيفَ لي نسيانُ
أفينيدا دي لاالبوفيرا
والسابو فيرديْ،
وخوسيْ أنطونيو،
وبلاثا كاستيّا،
والسانغريّا،
والباسو دوبلي..
وكيفَ لي نسيانُ
أيّامِ الشّبابْ
في رفقةِ الأحبابْ
قد عدتُ يا مدريدْ،
من بعدِ أن مضى بعيداً
زمنَ الشّبابْ
مخلِّفاً وراءَهُ
شقاوةَ الصِّحابْ
صرْتُ وحيداً، إنّني
أغرقُ في غياهبِ الغيابْ
آهِ.. وداعاً يا مدريدْ
فعقاربُ السّاعةْ
قد بدأتْ تدورُ من جديدْ
غابَ القمرْ
غابَ السّهرْ
قد رحلَ البشرْ
جلسْتُ في مكانيَ البعيدْ
يقتلُني الضَّجرْ
وحدي أنا،
يا مدريدْ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيُّ عيدٍ ..؟!
بقلم : سوسن عابدين . في الزَّوايا البعيدةِ حيثُ لا تصلُ زغاريدُ العيد، تجثمُ أمٌّ على قبرٍ صغيرٍ.. تسألُ: لمن سأشتري الحلوى ؟" وفي المخيماتِ، حيثُ تُلقى "هدايا العيد" من معوناتٍ غذائيةٍ،...
Discussion about this post