لوحة “تكريم مغول يناير ” حريق الثقافة وسقوط الدولة والصعود على أنقاض المجمع العلمي “بريشة الفنان أشرف كمال وأفكار الكاتبة سها البغدادي
كتبت: سها البغدادي
هذه اللوحة تعبر عن موقف واضح من أحداث يناير، مستخدمة رمزية ساخرة جريئة لتصوير الجانب المظلم للأحداث. وتعد اللوحة بمثابة شهادة بصرية تنقل للجمهور فترة مضطربة من تاريخ مصر، تحمل بين طياتها نقدًا حادًا ورؤية رافضة للفوضى مهما كان مبررها.
تُجسد هذه اللوحة موقفًا نقديًا من أحداث ثورة 25 يناير 2011 بمصر، مستعرضًا الجانب الفوضوي الذي صاحب المشهد، وما ترتب عليه من خسائر ثقافية ومؤسساتية وأمنية. استخدم الفنان أشرف كمال أسلوبًا كاريكاتيريًا ساخرًا مليئًا بالرموز التي تحمل دلالات سياسية واجتماعية.
تحليل رموز اللوحة
المسئول بالبدلة الزرقاء يقوم بتكريم الفتاة التى شاركت فى مشاهد الخراب ، في إشارة إلى تكريم من لا يستحقون
الفتاة بملابس و قرون المغول
ترمز إلى من ساهموا في تخريب الثقافة، خاصة بحريق المجمع العلمي، مُشبهة بالمغول الذين أحرقوا مكتبة بغداد. ملابسها وقرون المغول تعكس الهمجية والجهل .
الشاب حامل ملفات أمن الدولة
يشير إلى من استغلوا الفوضى لسرقة الملفات السرية وأرشيف الدولة، رمزًا للخيانة واستغلال حالة الارتباك.
كومة الكتب المحترقة
ترمز لحريق المجمع العلمي، وخسارة مصر لتراثها العلمي والتاريخي، في مشهد يعكس كارثة ثقافية.
الشاب المدخن
صورة سلبية لبعض من شاركوا في الفوضى، و يبدو عليهم الانحراف وغياب الوعي الوطني.
الفتاة ذات العباءة المفتوحة
تمثل من ادّعت تعرضها للاعتداء من قِبل الأمن، وهي في الحقيقة مدعية — كنوع من تشويه صورة المؤسسات الأمنية.
الشاب يحرق سيارات الشرطة
دلالة على الانفلات الأمني والهجوم المنظم على هيبة الدولة.
الخلفية المشتعلة
تصور البلاد وهي تغرق في الفوضى، وتنتشر فيها الحرائق في المؤسسات والشوارع.
القتلى والجرحى
رمزية لما أزهق من أرواح خلال هذه الأحداث الدامية، سواء من الأمن أو المواطنين.
المتحدث بالمكبر
يحمل رمز التحريض الإعلامي والدعوة للفوضى وتأجيج الشارع.
رموز الكيانات التى دعمت الفوضي
ظهرت فى اللوحة وسط الحريق بعض رموز الكيانات التى دعمت الفوضى
رسالة اللوحة
ترى اللوحة أن ثورة يناير — من هذا المنظور — لم تكن إلا مشهدًا فوضويًا دمويًا، استُغل لهدم مؤسسات الدولة، تدمير تراثها الثقافي، وإشاعة الانفلات الأمني، بينما جرى لاحقًا تكريم من ساهموا في هذا الخراب. وتبعث برسالة تحذيرية حول خطورة الفوضى حين تُغلف بقناع الثورة.
تقرير شامل لحجم الخسائر
شهدت جمهورية مصر العربية في 25 يناير 2011 ما أُطلق عليه “ثورة 25 يناير”، والتي بدأت بدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإعلامية للنزول إلى الشارع اعتراضًا على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة آنذاك. غير أن هذه الأحداث تطورت بشكل سريع إلى أعمال عنف وتخريب طالت منشآت الدولة ومؤسساتها.
أعمال تخريب وتدمير ممنهج
مع تصاعد الأحداث، وقعت أعمال تخريب واعتداء على عدد من المنشآت والمرافق الحيوية في البلاد، ومن أبرز ما تم استهدافه:
حرق مقرات أمن الدولة:
تعرضت مقرات جهاز أمن الدولة في عدة محافظات للاقتحام والحرق وسرقة محتوياتها، بما شمل ملفات ومستندات أمنية شديدة الحساسية.
اقتحام وحرق أقسام الشرطة:
تم اقتحام عدد كبير من أقسام ومراكز الشرطة، وحرقها، ما أدى إلى انفلات أمني كبير وهروب مساجين ووقوع أعمال نهب وعنف.
حرق المجمع العلمي:
من أبرز المشاهد المؤسفة حرق “المجمع العلمي المصري”، الذي كان يضم وثائق ومخطوطات نادرة وتاريخية تعود إلى مئات السنين، وفُقد جزء مهم من تراث مصر الثقافي والعلمي.
تخريب ممتلكات عامة وخاصة:
شملت الاعتداءات منشآت حكومية، سيارات شرطة، ممتلكات عامة وخاصة، إضافة إلى تعطيل الطرق والمرافق.
اعترافات بعض النشطاء ودور منظمات خارجية
عقب الأحداث، ظهرت تصريحات لبعض النشطاء المشاركين في الفضائيات، تضمنت ما يلي:
الإقرار بتلقي تدريبات بالخارج:
أكد بعض النشطاء أنهم تلقوا تدريبات في صربيا، ضمن برامج استهدفت تدريب الشباب على وسائل “التغيير الثوري”، بما شمل:
تنظيم الحشود.
استخدام وسائل العنف مثل الملتوف.
مواجهات مع رجال الشرطة.
دعم من منظمات خارجية:
اعترف البعض بتلقي دعم وتمويل لوجستي وإعلامي من منظمات أجنبية بغرض زعزعة الاستقرار وإسقاط النظام القائم آنذاك.
حجم الخسائر (تقديريًا)
شهدت مصر خلال أحداث 25 يناير 2011 وما تلاها خسائر بشرية ومادية ضخمة، يمكن تقديرها كالتالي:
الخسائر البشرية:
حوالي 850 قتيل.
أكثر من 6000 مصاب.
حالات هروب جماعي للمساجين من السجون (قدرت بعشرات الآلاف).
الخسائر المادية:
حرق 99 قسم شرطة على مستوى الجمهورية.
اقتحام وحرق مقار أمن الدولة وسرقة وثائقها.
حرق المجمع العلمي المصري بما فيه من آلاف المخطوطات والكتب النادرة.
خسائر اقتصادية مباشرة:
قدرت الخسائر المباشرة في الاقتصاد المصري خلال 18 يومًا من الأحداث بحوالي 36 مليار جنيه مصري.
هبوط حاد في سوق البورصة المصرية بنحو 70 مليار جنيه.
توقف السياحة بنسبة تجاوزت 80%، وخسائر بمليارات الجنيهات من العملة الصعبة.
حرق وإتلاف مئات السيارات الحكومية والخاصة.
تفصيل حجم الخسائر
1- خسائر وزارة الداخلية
مقتل 104 من رجال الشرطة خلال المواجهات.
إصابة أكثر من 1000 شرطي بإصابات متنوعة.
حرق وتدمير 99 قسم شرطة بالكامل.
اقتحام سجون وأماكن احتجاز وهروب نحو 23,000 مسجون.
سرقة عشرات الأسلحة النارية من أقسام الشرطة.
2- خسائر القوات المسلحة
استهداف وحدات عسكرية في بعض المناطق.
سرقة أسلحة من معسكرات تدريب في توقيتات متفرقة.
تعرض عدد من سيارات ومعدات الجيش للتخريب أثناء النزول لحماية المنشآت.
خسائر مادية في المعدات والمنشآت العسكرية قُدرت بالملايين (لم تُعلن تفاصيل دقيقة في تقارير رسمية حفاظًا على الأمن القومي).
3- خسائر الاقتصاد المصري
خسارة مباشرة للاقتصاد المصري تُقدّر بحوالي 36 مليار جنيه مصري خلال 18 يومًا.
فقدان البورصة المصرية أكثر من 70 مليار جنيه من قيمتها السوقية.
انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار والعملات الأجنبية.
توقف عجلة الإنتاج في العديد من المصانع والشركات.
4- خسائر قطاع السياحة
انخفاض نسبة السياحة بأكثر من 80%.
خسائر تتجاوز ملياري دولار في أول 3 أشهر فقط.
إلغاء مئات الحجوزات السياحية.
تسريح عدد كبير من العاملين بالقطاع.
تراجع الدخل القومي من السياحة بنسبة كبيرة جدًا، كونها واحدة من أهم مصادر العملة الصعبة.
5- خسائر الممتلكات الخاصة
حرق وتدمير مئات السيارات الخاصة في الشوارع ومحيط الأقسام والمرافق.
تعرض العديد من المحلات التجارية للنهب والتخريب، خاصة في مناطق وسط البلد، العتبة، وشبرا.
سرقة محال المجوهرات، محطات الوقود، والصيدليات.
تعرض مراكز تجارية كبرى (مولات ومحلات كبرى) لأعمال سرقة وتكسير.
تضرر ممتلكات مواطنين نتيجة الفوضى الأمنية.
6- خسائر البنية التحتية
تخريب محطات مترو أنفاق (مثل محطة السادات) وإغلاقها لفترات.
تعطيل حركة القطارات والطرق الرئيسية نتيجة قطع الطرق والمتاريس.
تخريب أعمدة إنارة، إشارات مرورية، لافتات شوارع.
حرق مبانٍ حكومية (مثل مبنى محافظة الإسكندرية — مجلس مدينة السويس — دواوين حكومية).
أضرار جسيمة في مبانٍ تابعة للدولة وخدمات المرافق.
7- الخسائر الثقافية
حرق المجمع العلمي المصري بالكامل، وضياع ما يقارب 200 ألف وثيقة ومخطوطة نادرة، منها:
النسخة الأصلية من كتاب وصف مصر.
وثائق تاريخية من عهد الحملة الفرنسية ومحمد علي.
تعرض بعض المتاحف والمكتبات لمحاولات اقتحام (مثل متحف الفن الإسلامي بالقاهرة)
وحرق مكتبات الأطفال التى أنشأت فى عهد مبارك
فقدان محتويات ثقافية وتراثية لا تُقدر بثمن، يصعب تعويضها.
رغم ما تم ترويجه عن الطابع السلمي لأحداث 25 يناير 2011، إلا أن الوقائع على الأرض وما تبعها من اعترافات، تكشف عن وجود مخطط ممنهج لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الدولة المصرية، بدعم وتحريك خارجي، تحت غطاء “الثورة الشعبية”. وأسفرت تلك الأحداث عن خسائر بشرية ومادية جسيمة، وفتحت الباب أمام سنوات من الاضطراب السياسي والأمني.
Discussion about this post