تداولية الاشاريات في قصيدة ،،غازلت نفسي ،، للشاعرة الهام عيسى.
د طارق لعرابي
تتميز الاشاريات بوظيفتها التداولية من حيث اهتمامها المباشر بالعلاقة بين تركيب اللغة والسياق الذي تستخدم فيه ،فهي ذات ارتباط مباشر بالعملية التبليغية الخطاب.
إنها تلك العلامات اللغوية التي لا يتحدد مرجعها إلا في سياق الخطاب الذي وردت فيه كونها خالية من اي معنى في ذاتها،لذلك سميت مبهمات أو متحولات.
-الاشاريات الشخصية : وهي الاحالات الدالة على الأشخاص متكلمين او مخاطبين أو غائبين،واللغة تحمل اشكالا وعلامات ترتبط بالمقام التداولي لتحقيق القصد،والشاعرة ،،الهام عيسى،، -في عالم الكتابة- أصبحت ايقونة شعرية نسقية تحسن استخدام ادوات التواصل والتبليغ ،وتتقن توظيف اليات الربط والاتساق والانسجام الخطابي ما يخلق الفة وتضاما بين نصوصها ومتلقينها.
-الاشاريات الشخصية :
ضمائر المتكلم المتصلة : استحضرت الشاعرة ذاتها بتوظيفها ضمير المتكلم حينا بالفعل الماضي وبالفعل المضارع ليحمل وظيفة الفاعلية كقولها في عنوان القصيدة غازلت نفسي،وايضا طرقت باب الفجر، تتجشا الاحلام..،وفي مواضع اخرى يرتبط بالفعل الذي فاعله مستترا ليحمل وظيفة المفعولية كقولها اشتعل السؤال وتدثر بصمتي…
ويعد التعبير بضمير المتكلم أهم وسيلة اسلوبية في حالات التعبير عن القلق والخوف والحب،والتردد،والحسرة …
-الاشاريات الدالة على الغياب : وظفت الشاعرة العنصر الاشاري الدال على الغائب ب:
-الضمير المستتر :في الافعال الماضية والمضارعة طرقت، تزدحم…فهي بذلك تضمر ما يستقر بخاطرها وانفعالاتها العاطفية والوجدانية التي سيطرت على ذاتها.
-الضمير المتصل في الالفاظ،اشراقة،صمتي،نبضي
إن هذه الضمائر تحيل على مرجع مركزي أساس هو ذات الشاعرة ،وقد ادت وظيفة الاحالة على المرجع نفسه ،هذه الذات العاشقة لوطنها الممجدة لتاريخه ،القلقة،المتخوفة خوف البنت على امها فتداعت لنا الصور مجسدة في محمولات لفظية حبلى بالعواطف والانفعالات الانسانية لذات سوية.
أخيرا ،تجلت شاعرية المبدعة ،،الهام عيسى،، واتقنت توظيف اشاريات زمنية باتقان طاغ ،فقد ساحت بنا من وقت طرقها لباب الفجر الى لحظة الحكايات التي لم تكتب بعد،ما يجعلنا نقر برقي تصورها الذهني.
–
-هـ—نـــص الـقـصـيـدة
غازلت نفسي مرة .. طرقت باب الفجر
فاتشح الصبح باشراقه مبتسما
تيمم الزهر بالسلام
حتى انبت بستان الكلام
اشتعل السؤال وتدثر بصمتي
لم يكن الحبر كاف لاعادة نبضي
فقدت بوصلة طريق الامنيات تمزقت خارطتي على الارصفة
تتجشأ الاحلام
الضائعة هنا وهناك .. لم اعد اسمع شيء .. ولا امتلك قدرة انتظار ردات الفعل . فقد تلعثم الافق .. وظل الصمت خارسا تحت وفوق الجسور فثمة حكايات اقفلت بالشمع .. واخرى اغرورقت بالدمع .. فيما تزدحم قافلة النسيان .. بحكايات وحكايات لم تكتب بعد
Discussion about this post