بقلم : سوسن عابدين .
في الزَّوايا البعيدةِ حيثُ لا تصلُ زغاريدُ العيد، تجثمُ أمٌّ على قبرٍ صغيرٍ.. تسألُ: لمن سأشتري الحلوى ؟”
وفي المخيماتِ، حيثُ تُلقى “هدايا العيد” من معوناتٍ غذائيةٍ، تجلسُ أمٌّ أخرى تحملُ طفلاً هزيلاً. تسمعُ أصواتَ الألعابِ الناريةِ فتُغطّي أذنيهِ: “لا تخفْ يا حبيبي، إنها ليْست قنابلَ هذه المرّة!”. .
وفي شارع المحبة كما يسمى تبدو مظاهر العيد باهتة …
صحيح أنه تَطغى أضواءُ الزينةِ على شرفاتِ البيوت، وتُعلَّقُ الفوانيسُ كأنّما تُزيّنُ السماءَ نفسَها. الأصواتُ ترتفعُ بالتهاني، والموائدُ تَفيضُ بالحلوى.. لكنَّ الفرحةَ كالطائرِ الجريح: تُحاولُ التحليقَ بجناحٍ مكسور. أيُّ عيدٍ هذا، إذا كانت يدُ الحربِ تُطفئ شموعَ الطفولةِ ….؟
“والسؤال المؤلم كيفَ نغنّي للفرحِ وأطفالُ الحروبِ يُدفَنونَ تحتَ أنقاضِ الصمتِ العالميّ؟”.
ربما سيأتي يومٌ يُعلنونَ فيهِ “عيدَ النصرِ”.. لكنّ أمّاً في خيمتِها ستسأل:
“أيْنَ نصرِي أنا؟ لقد ربحْتُم أرضاً، وخسرتُ طفلي!”.
Discussion about this post