قد يكون تبادر إلى أذهان البعض أن الحرب السورية انتهت بسقوط النظام، وأن البلاد ستذهب إلى البناء والإعمار في اليوم التالي، لكن لا شك بأن الأحداث التي جرت وتجري على الأرض تعطي انطباعا مغايرا، وتوضح بأن الطريق نحو الاستقرار مازال طويلا، ووعرا ليس من السهل عبوره بسلام، فلا يبدو أن أربعة عشر عاما من دفع الأثمان الباهظة على مستوى الأرواح والممتلكات، والتدهور الاقتصادي وضنك العيش كانت كافية، فالفاتورة المطلوبة من الواضح أنها أكبر مما دفع، ولذلك لا بد من تقديم تضحيات أكبر ، وخسائر أكثر في مشهد يجعل القلب ينفطر والعين تدمع على واقع مؤسف تماما من قتل السوري لأخيه السوري، لا بل أكثر من ذلك ربما الافتخار بعمله وكأنه قد قام به ضد محتل أو مغتصب أو معتدي.
التعويل على الخارج لن يجلب إلا الويلات
إن المشاهد الأخيرة التي حدثت في السويداء أرادها أصحاب المشاريع الانفصالية المعولين على الخارج، ذلك الخارج الذي لا يبحث إلا عن مصالحه الخاصة ، ويستخدم البعض لشق وحدة الصف السوري، وخلق حالة من الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي لن تصب إلا في مصلحة أعداء الوطن، ومن لا يريدون به خيرا.
تصرفات غير مسؤولة تنم عن ضعف وعي وعدم إدراك
على الجهة المقابلة تبدو تصرفات بعض العناصر من قوى الأمن والجيش من قبيل إحراق منازل الأهالي، أو نهب مقتنياتها حسب ما ورد في بعض وسائل الإعلام أفعالا تتطلب من الدولة إجراء تحقيقات عادلة ونزيهة، وتقديم المتهمين الذين تثبت إدانتهم إلى محاكم علنية، ونشر نتائج التحقيق أمام الرأي العام للتأكيد على دولة القانون من جهة، وحرصا على حقوق كافة المواطنين السوريين من جهة أخرى.
السلم الأهلي في خطر، والتنمية المنشودة في مهب الريح
إن الأحداث الأخيرة تحمل مؤشرات سلبية على عدة نواحي يأتي في مقدمتها السلم الأهلي الذي ربما يتعرض لتهديد كبير في حال تكرار هذه المشاهد من فترة لأخرى سواء في السويداء أو غيرها، ويجعل البلاد تقف على شفا حرب أهلية سيقدم فيها الجميع أثمان باهظة، ومن جهة أخرى قد يشكل المشهد المأساوي حجر عثرة في إعادة البناء، وتحقيق التنمية والنهضة الاقتصادية، فلا يخفى على أحد التنافر الواضح بين الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية وبؤر الاقتتال والفوضى.
وحدة الصف السوري حاجة ملحة
إن الفترة الحساسة، والمرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا تتطلب وحدة الصف بين كافة مكونات الشعب السوري الذي يعيش على نفس المركب، ذلك المركب الذي إما أن ينجو بنا جميعا، وإما أن يغرقنا جميعا، وهذ الأمر يتوقف على الطريق الذي سنسلكه في المستقبل في تعاملنا مع بعضنا، والأيام القادمة كفيلة بتوضيح المشهد .
الجولان… جرح نازف في الجسد السوري تجاوز عمره نصف قرن
شهد الخامس من حزيران عام 1967 هجوما "إسرائيليا" على عدة بلدان عربية كان من بين نتائجه احتلال هضبة الجولان على الجبهة السورية نتيجة جملة من الأسباب من أبرزها الأوضاع السياسية في البلاد...
Discussion about this post