بقلم : سري القدوة
في ظل التصعيد الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية الجارية على نطاق واسع في قطاع غزة شارك عشرات الوزراء في الأمم المتحدة، في مؤتمر حل الدوليتين لحث العالم على العمل نحو التوصل إلى حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل قاطعتا المؤتمر، وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا في سبتمبر الماضي عقد هذا المؤتمر في 2025 لكنه تم تأجل في يونيو بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، وقد آن الأوان لإنهاء هذا الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل يحفظ السيادة والأمن لجميع شعوب المنطقة .
ويأتي عقد المؤتمر برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، ويحمل المؤتمر رسالة مهمة للشعب الفلسطيني بأن العالم يدعم الحق الفلسطيني في تحقيق حقوقه في الحياة والحرية والكرامة وممارسة السيادة الفلسطينية على الأرض عبر دعم الدولة الفلسطينية المستقلة، وما من شك بان استئناف انعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين يعكس توافقا دوليا واسعا على أن السبيل الوحيد لوضع حد لهذا الصراع الممتد وإنهاء دوامة العنف والمعاناة هو التنفيذ الفعلي لحل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام .
يعقد المؤتمر الدولي والذي يعد الأول من نوعه منذ سنوات وعلى مستوى رفيع لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين، حيث يعيد المجتمع الدولي تأكيده على رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، ويحمل وعدا وتعهدا بإنهاء الاحتلال ووضع حد لممارسات الاستعمار الاستيطاني الجارية في فلسطين وخاصة في ظل ما يحدث في غزة من أحداث وممارسات وحشية قمعية إرهابية وغير إنسانية تمارسها عصابات ومليشيات الاحتلال .
ويبقى السلام هو المدخل الأساسي لتحقيق السلم الإقليمي الشامل والذي ينعم فيه الجميع بالأمن، ويفح آفاق التعاون والتكامل وتحقيق الازدهار المشترك وانعقاد المؤتمر في تلك الظروف الحرجة ومأساة المجاعة والتي هي حاضرة أمام الجميع والانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة والممارسات الجسيمة والتجويع ومحاولات التهجير القسري مستمرة وغيرها من الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وعلى رأسها التوسع الاستيطاني والتهجير القسري ومحاولة الضم، حيث يجب العمل على ضرورة إنهاء الحرب في غزة فورا وضمان وصول المساعدات الإنسانية والرفض القاطع لأي محاولات لفصل قطاع غزة عن بقية أراضي دولة فلسطين، أو احتلالها أو حصارها أو تهجير سكانها تحت أي مسوغ أو مبرر .
لا بد من العالم استمرار دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في الإصلاح والحكم الرشيد، والعمل المشترك مع المجتمع الدولي لدعم جهود إعادة إعمار غزة وفقا للخطة العربية الإسلامية التي نالت ترحيبا دوليا واسعا وأهمية تحشيد المجتمع الدولي لتقديم آفاق سياسية ضرورية للتمكن من الوصول إلى وقف إطلاق نار، وإرسال رسالة واضحة بأن السلام بات ممكنا .
المؤتمر الدولي لحل الدوليتين يقدم خيارا بديلا لاستمرار الحرب بالمنطقة وهو حل الدولتين وأهمية انضمام الدول التي لم تعترف بفلسطين الى فرنسا والتي قررت الاعتراف بدولة فلسطين في جلسة الجمعية العامة في أيلول/ سبتمبر المقبل، وأنه من خلال مواصلة الاعتراف بدولة فلسطين والقرار الفرنسي يتم التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ودعم سيادته على أرضه ومواجهة الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية وتلك المأساة الإنسانية والخطر الذي يواجهه الشعب الفلسطيني .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
Discussion about this post