تبدو الحكومة السورية وكأنها تبني بلدا من الصفر، فالبنية التحتية مدمرة، والخدمات الأساسية متردية، مما دفعها لتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية مع بلدان مختلفة لإنعاش الاقتصاد المحلي، وتحسين مستوى الخدمات، ومن بين هذه الاتفاقيات مشروع توريد الغاز الأذري إلى سوريا الذي وقع مؤخرا بين شركة النفط الأذرية (SOCAR) والحكومة السورية، ويتضمن تزويد دمشق بنحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا. تسعى الحكومة من وراء الاتفاق إلى تحسين واقع الكهرباء المزري في البلاد، وزيادة ساعات التغذية التي لا تتعدى 4 إلى 5 ساعات في اليوم في أغلب المناطق السورية، حيث أوضح وزير الطاقة السوري محمد البشير أن البلاد ستبدأ استقبال 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا اعتبارا من الثاني من آب المقبل عبر الأراضي التركية إلى حلب في إطار التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الطاقة.
بحسب بعض الخبراء الاقتصاديين فإن الاتفاق سينعكس إيجابا على الموطنين والمجتمع، وسيحسن من ساعات وصل الكهرباء ، لكنه يطرح تساؤلات عدة حول جاهزية البنية التحتية لنقل الغاز من تركيا إلى حلب، إضافة إلى أن تأمين 900 ميغا واط من الكهرباء حسب المأمول من الاتفاق يعتبر كمية قليلة مقارنة بحاجة البلاد المقدرة ب 6500 ميغا واط.
يأتي الاتفاق في ظل أجواء صيفية ملتهبة، ودرجات حرارة مرتفعة ليشكل بارقة أمل، وخطوة أولى على طريق إصلاح واقع الكهرباء في سوريا ، لكنه لا يلغي الشكوك حول جاهزية البنية التحتية السورية التي تعرضت لأضرار بالغة السوء خلال سنوات الحرب الماضية.
قطر شريك بارز في إعمار سوريا
يظهر الجانب الاقتصادي في مقدمة مجالات التعاون السوري القطري ، والتي تم ترجمتها بالعديد من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ، مما يظهر سعيا قطريا واضحا للعب دور محوري بارز في نهضة سوريا...
Discussion about this post