بقلم، يوسف حسن-
شهدت الأراضي المحتلة خلال فترة رئاسة نتنياهو للحكومة أحداثًا غير مسبوقة، أدّت إلى تراجع مكانته في أذهان الشعب والساسة الإسرائيليين. ومن أبرز هذه الأحداث، كان الهجوم المفاجئ في السابع من أكتوبر، والذي وقع رغم ادعاءات الكيان الصهيوني بامتلاكه إشرافًا استخباراتيًا تامًا، مما شكّل تحديًا خطيرًا لعقيدته الأمنية.
بعد الأزمة المستمرة المتعلقة بتحرير الأسرى الصهاينة، والتي لم يتمكن نتنياهو حتى الآن من إيجاد استراتيجية للخروج منها، تصاعدت الضغوط السياسية عليه بشكل مضاعف.
كما أن قضايا أخرى، مثل الهجمات المتكررة من قبل الحوثيين في اليمن، والأضرار الجسيمة التي ألحقتها إيران بالمناطق المدنية والعسكرية في إسرائيل، وإغلاق المؤسسات الاقتصادية الصغيرة، كلّها أدّت إلى طرح مسألة انسحاب الأحزاب من الائتلاف الحكومي مع حزب نتنياهو.
إلا أن الخلاف الأهم في هذا السياق لا يتمحور حول إزاحة نتنياهو، بل حول الشخصية التي ستخلفه. فنتنياهو، الذي فقد الأمل في الحفاظ على موقعه، يسعى إلى طرح أحد المقربين منه كخيار بديل.
تفيد المعلومات الواردة بأن خيار نتنياهو هو الفريق إيال زمير، الذي شغل سابقًا منصب السكرتير العسكري لنتنياهو بين عامي 2012 و2015. ويُعد زمير قريبًا جدًا من نتنياهو من حيث التوجه والفكر الاستراتيجي.
عُيّن في عام 2025 رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي، ويُعرف بين القيادات العسكرية بشخصيته القتالية وبتبنّيه سياسة الهجوم الاستباقي، ويُعتبر من دعاة الحرب.
كان إسحاق رابين وأرييل شارون وإيهود باراك من بين رؤساء الوزراء الذين تقلدوا منصب رئاسة الوزراء بعد أن شغلوا منصب رئيس أركان الجيش، ويبدو أن إيال زمير يسعى الآن إلى تحقيق هذا المسار ذاته والوصول إلى منصب رئيس الوزراء.
لكن السؤال الأبرز هو كيف سيرد المجتمع الإسرائيلي الداخلي على هذه القضية؟ مجتمعٌ مرهق من تبعات الحرب، حيث تركت الأضرار الناجمة عن الصواريخ الإيرانية أثرًا عميقًا من الخوف والقلق في نفوس المواطنين، ما يجعل ردود الفعل متأثرة بحالة الاستنزاف النفسي والاجتماعي.
كان إيال زمير قد صاغ في استراتيجيته لعام 2025 أن هذا العام سيكون عام الحرب؛ وفيما يتعلق بعام 2026، يؤمن بأنه سيواصل استغلال الفرص العملياتية. ونتيجة لذلك، من غير المرجح أن يحظى زمير بترحيب واسع في الأوساط الداخلية الإسرائيلية بسبب هذه الأفكار.
في الوقت الراهن، يمكن القول إن رغبة سكان الأراضي المحتلة تتركز على اختيار قائدٍ يدير شؤون البلاد بقدرة على تجاوز الأزمات الحالية من خلال الحلول الدبلوماسية والحوار البناء، بعيدًا عن إعادة إشعال التوترات مع دول مثل مصر والأردن.
Discussion about this post