بقلم : صافي خصاونة
وتتغير العناوين
فما عدتَ تقيم حيث كنّا نعرفك
ولا تترك أثرك في الأمكنة التي اعتدنا أن نراك فيها
أحدُ عناوينك صار هناك
عند سدرة المنتهى
حيث لا يُقال ها هو
بل ها قد صار
كنتَ لنا ظلًّا
تضحك تحزن تنتظر مثلنا
ثم إذا بك تخلع عنك جلد الأرض
وتلبس نورًا لا يُمسّ
ولا يُوصَف
هناك حيث الصمت أبلغ من كل لغات البشر
وقفتَ خفيفًا كدعاءٍ خرج من قلب أمّ
نقيًّا كدمعة تائبة
صافيًا كأنك لم تخطئ يومًا
لم تعُد تَعدّ الأيام كما نفعل
ولا تبحث عن معنى في زوايا الوقت
لقد سبقتنا إلى مقامٍ لا يُطال
وتركتَ لنا فتات المعاني
وأسئلةً تئنّ ولا تجد جوابها
يا من غادرت الحكاية قبل نهايتها
أكنتَ تعرف أن العنوان الأخير
لن يُكتب بالحبر
بل بالسكينة
وأنّ صورتك الأخيرة لن تكون في إطار
بل في قلوبنا حين نغفو ونراك
لقد تغيّرتَ
وغيّرت فينا ما لم نكن نعرف أنه قابل للتبديل
وها نحن نعيد ترتيب يقيننا
ننزعه عن أوهامٍ كثيرة
علّنا نقترب مما رأيت
أنتَ الآن هناك
حيث تنتهي الأسئلة
وتبدأ الحقيقة
عند سدرة المنتهى
#صافي_خصاونه
Discussion about this post