كتب سعيد فارس السعيد
في أحدث تصريحاته، رسم الرئيس أحمد الشرع ملامح خطاب سياسي جديد، ينقل سوريا من مربع الصراع القديم إلى أفق بناء الدولة والدور.
وقد ركّزت وسائل الإعلام اللبنانية ووسائل التواصل الاجتماعي في لبنان على عبارة الشرع: «تنازلنا عن الجراح التي سبّبها حزب الله لسوريا»، معتبرة إياها مؤشرًا على مرحلة جديدة في العلاقة بين دمشق والحزب.
هذه العبارة تحمل دلالة عميقة، إذ تفتح الباب أمام طي صفحة الماضي، دون أن تلغي حقيقة الأذى.
إنها لغة الدولة الواثقة القادرة على تجاوز الأحقاد، لكنها لا تُسقط الذاكرة.
أما دعوته للبنان:
«على لبنان أن يستفيد من نهضة سوريا وإلا سيخسر كثيراً» و «سوريا كما أراها فرصة كبيرة للبنان»،
فهي إشارة واضحة إلى أن دمشق تعيد تقديم نفسها كفاعل اقتصادي وسياسي مركزي في المنطقة.
وسوريا الجديدة لا تريد أن تكون عبئًا على جيرانها، بل فرصة؛
ومن يتجاهل هذه الفرصة هو خاسر
وفي توصيفه لموقع سوريا بين اتهامات الخارج واستغلال الداخل:
«هناك من يصورنا كإرهابيين وتهديد وجودي وهناك من يريد الاستقواء بسوريا الجديدة لتصفية حسابات مع حزب الله ونحن لا هذا ولا ذاك»،
يثبت الشرع هوية سورية كدولة مستقلة، ترفض أن تُحشر في خانة الإرهاب أو أن تتحول إلى أداة بيد أي طرف.
إنها معادلة دقيقة:
(سلام بلا خضوع، شراكة بلا تبعية، وتوازن بلا تفريط. )
بهذا الخطاب، يؤسس الرئيس الشرع لرؤية براغماتية لسوريا الجديدة؛
دولة تتجاوز جراح الماضي، وتتمسك بدورها كفرصة كبرى في شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام.
سعيد فارس السعيد
صوت من أجل شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام.
Discussion about this post