كتب سعيد فارس السعيد
لطالما بقي رجل الدين الشيعي في سورية، بحكم الظروف التاريخية والفراغ المؤسسي، هو القائد الفعلي للمجتمع المحلي الوطني ، فقد احتكر القرار، وتحوّل إلى الممسك بكل الملفات الحساسة، من المعونات الإنسانية إلى شؤون التعليم والدين والسياسة.
هذا النفوذ لم يكن طبيعيًا فحسب، بل جاء نتيجة دعم مباشر من قوى طائفية خارجية وظّفت موقعه لتعزيز هيمنتها على المكوّن العربي الشيعي السوري.
___لقد جرى التحكم بمفاصل الحياة اليومية لأبناء هذا المكوّن من خلال احتكار المساعدات المالية والإنسانية، بحيث أصبحت تلك المساعدات أداة للسيطرة والإخضاع وبفعل ذلك، باتت مصلحة رجل الدين، ومن حوله فريق من المنتفعين والمتاجرين، مرتبطة ببقاء الشيعة السوريين في حالة حرب وتشرد ونزوح..
بعيدا عن العمل المؤسساتي المرتبط بمؤسسات دولة القانون والمؤسسات .
فكلما طال أمد الصراع، كلما تعاظم نفوذهم كمصدر للشرعية والوساطة والموارد.
وبالمقابل، عُمل بشكل ممنهج من قبل قوى طائفية خارجية على إقصاء رجال الفكر، وأصحاب الولاء لله والوطن، وخاصة الأصوات الوطنية المستقلة التي تدعو الى الإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها والتي تدعو إلى الاندماج في المشروع السوري الجامع.
هذه الأصوات لم تجد لها مكانًا في المشهد، لأنها تهدد سلطة “المؤسسة الدينية” الطائفية المرتبطة بولاءات خارجية،
إن هذا التشابك بين المصالح الدينية – الطائفية – السياسية هو ما جعل المكوّن الشيعي السوري في موقع الضعف والتبعية، بدلا من أن يكون مكوّنًا وطنيًا فاعلاً ومشاركًا في صياغة مستقبل سورية.
لذلك فلقد حان الوقت لكسر هذه الحلقة، وذلك عبر:
1. استعادة القرار من يد رجال الدين الطائفيين.
2. إعادة الاعتبار للفكر الوطني المستقل.
3. إعلاء قيم الولاء لله وللوطن فوق أي ولاء خارجي.
فمن دون ذلك، سيظل هذا المكوّن رهينة معادلات لا تخدم إلا القوى المستفيدة من استمرار المأساة.
سعيد فارس سعيد
كاتب وباحث استراتيجي سوري مستقل
“صوت من أجل شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام.”
Discussion about this post