كتب د نضال عيسى
لقد قالها الزعيم أنطون سعادة
((أن دربنا طويل وشاق،وكثر من الذين لن يتحملوا سيسقطون جانب الطرقات))
فهذه المسيرة تحتاج إلى وقفات العز
ولكن مَن يريد أن يسجل هذه الوقفات عليه أن يكون من مدرسة العز والكرامة وعدم المساومة على حقوقه وأن لا يقف مع المعتدي.
هنا أختلافنا مع الذين يعارضون المقاومة التي تواجه هذا العدو،
من هنا يجب أن ننتبه جيدا” لما يجري اليوم في السياسة الداخلية للبنان وللفريق الذي يعمل على ضرب المقاومة من الخلف والتفرد بالقرار الذي تريده إسرائيل
فريق لبناني للأسف يفتخر بأن العدو أسقط المقاومة وأصبح لبنان دون ثنائي وطني.
نعم سأتكلم بكل تجرد وبكل وضوح فهؤلاء كالعواهر لا يعرفون قيمة الشرف وبالتالي لا يفهون إلا لغة تليق بمَن تبيع شرفها.
وما تسمعونه على الإعلام هو جزء بسيط من الحقد المكنون في نفوسهم
وما يتحدثون به في لقائتهم مع الذين يلقنوهم التعليمات وفي مجالسهم الخاصة هو أخطر بكثير؟
لقد أعتقدوا بأن حزب الله أنتهى سياسيا” وعسكريا” بعد أغتيال سماحة القائد الشهيد السيد حسن نصرالله ولم يعودوا يريدون الحديث عن الثنائي الوطني، بل أكثر من ذلك، وصلت بهم الوقاحة والجهل بأنهم يتهجمون على دولة الرئيس نبيه بري حيث قال أحدهم منذ سنة تقريبا” بأننا لن نذهب إلى عين التينة وعلى الرئيس بري أن يتوجه هو إلى معراب للقاء جعجع.
لهؤلاء نقول بأن عين التينة هو المقر الثاني للدولة اللبنانية وهو رمز السلطة التشريعية ومعراب وكر العمالة الصهيونية.
دولة الرئيس نبيه بري هو ثاني أعلى سلطة في لبنان ورئيس مجلس النواب اللبناني (أي مجلس الشعب) وليس قاتل خرج من السجن بعفو خاص.
والأهم يا أيها الفريق الذي يأمل أنتصار إسرائيل نقول
دولة الرئيس نبيه بري هو رئيس الجناح السياسي لمحور المقاومة والضمانة السياسية التي هي لا تقل أهمية عن قوة المقاومة العسكرية.
مَن يراهن على فصل الثنائي الوطني هو واهم ولكن ظروف الحرب وما حصل من تداعيات أمنية وعسكرية ونتيجة المواجهة مع العدو الإسرائيلي وأغتيال سماحة السيد نصرالله من الطبيعي أن يبتعد الحزب عن اللقاءات السياسية التي تتعلق به فتحمل دولة الرئيس نبيه بري هذا الدور وبكل ثقة لأن حامل الأمانة من صاحب الأمانة
لذلك وكما قلت سابقا” في مقالاتي بأن هذه الحرب غربلت الكثيرين وبعد الحرب حديث أخر.
نعم لقد سقط الكثيرين في هذه المسيرة الشاقة ومنهم مَن كان حليفا” للمقاومة واليوم يعمل لنسج تحالفات بعيدة عن المقاومة لخوض الأنتخابات خوفا” من القرارات الأميركية ؟
ولكن المقاومة في جهوزية كاملة على جميع الأصعدة،وتحديدا” في الأستحقاق النيابي والتي يسعى الأميركي لتطيير الأنتخابات ليستمر نواف سلام في الحكم لتنفيذ المخطط الهادف إلى نزع سلاح حزب الله.
ولكن المقاومة جاهزة لأي أحتمال داخلي، أو ما يريد أن يقدم عليه العدو الإسرائيلي.
نطمئن الجميع بأن المواجهة حتميتها الأنتصار وبأن المقاومة هي خيار.
لبنان اليوم يعيش هذا الأنقسام العامودي ولكن للأسف ليس لأجل تباينات في سياسة حزب الله بل في طعن المقاومة ووقوف فريق أصبح علني مع العدو الإسرائيلي وهنا تكمن خطورة هذا الخلاف،وعلى مَن تبقى من عقلاء بهذا الفريق بحال وجودهم أن يتداركوا هذا الخطأ الكبير، وأن حزب الله يملك من الصبر حتى يعحز الصبر وعليهم أن ينتبهوا جيدا” من حملات التحريض التي يقومون بها على المقاومة ورموزها وبيئتها فكثرة الضغط تولد (الأنفجار) .
لبنان لن يكون إلا مقاوما” ولن يحصل ما تسعون إليه من خلال أنبطاحكم وتنفيذكم للأوامر الأميركية التي تصب فقط لتأمين الأمن لإسرائيل.
فهذه التضحيات التي قدمتها كل الحركات المقاومة في لبنان وتوجت بالعمل المتقن والذي أستمر مع حزب الله وحرر الأرض وهزم العدو وقدم الصمود الأسطوري في الحرب الأخيرة لن يكون إلا شعلة العمل الجبار الذي لا يستطيع أحد تخطيه مهما بلغت المؤامرات
والخزي والعار لكل متخاذل جبان، والقادم من الأيام سوف تشاهدون ما لا تتوقعون من قوة وحكمة في آن واحد من حزب الله وسيختم بالنصر المؤكد ونبقى أصحاب الأرض والقرار
وأنتم يا أيها المتخاذلين على مزابل التاريخ
نضال عيسى
Discussion about this post