تتميز فنزويلا بمميزات تفوق دول أميركا اللاتينية من أهمها:
١- موقع جغرافي استراتيجي، فمساحتها ٩١٦٤٤٥ كلم مربع، وعدد سكانها ٣٤ مليون نسمة
٢- موارد طبيعية منها النفط والذي يعتبر أكبر احتياطي عالمي والغاز الطبيعي والمعادن ذهب حديد ألماس…
٣-تنوع بيئي جغرافي، وغابات الأمازون وجبال الانديز والسهول وشواطئ وشلالات….
٤-تراث ثقافي فني يجمع بين اللاتينية والافريقي والهندي
هذه المميزات جعلت منها هدفاً استراتيجياً، ومحط أنظار الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، حيث مرّت العلاقات بينهما بمرحلتين قبل انتخاب هوغو تشافيز وما بعده. ففي المرحلة الأولى مع بداية ١٩٤٥، استمرت بعلاقات بين دولتين واحدة نفطية وأخرى صناعية كبرى وتجارية وقوة عسكرية منتصرة في الحرب العالمية الثانية، بقيت حتى ١٩٩٩ مع انتخاب هوغو تشافيز رئيساً مناهضاً للسياسة الأميركية. وفي المرحلة الثانية، تبدلت الأمور رأساً على عقب، وانتقل الحكم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مع تبني نظام سياسي اشتراكي وداعم للطبقة الفقيرة ومتضامن ومؤيد للنظام الاشتراكي في كوبا ومتعاون مع الصين وروسيا وايران….!
اعتبرت واشنطن أن نظام تشافيز يتحالف مع أعدائها ويشكّل تحدٍ لها، عندئذ فرضت عقوبات واتهمت النظام بالفساد وحرّضت المعارضة وحاولت تغيير النظام واتهمته بالشعبوية، واستمر الأمر حتى عام ٢٠١٣، وتولى الحكم مادورو عقب انتخابات فاز فيها وفشل مرشح المعارضة، فاعتبرت أن الانتخابات مزورة حتى أن مرشحها نصّب نفسه رئيساً، ولكن الأمر لم ينجح، واستمر مادورو في الحكم، وأضافت إلى اتهامه بالفساد وتجارة المخدرات وحقوق الانسان والحريات العامة…!
ينهض مما تقدم، أن واشنطن ترفض أي نظام سياسي يخالف سياستها ويعارضها بشكل عام، فكيف بفنزويلا في القارة الأميركية والأقرب إليها والغنية بمواردها وتتحالف مع مناهضيها الدوليين ومنافسيها على الكرة الأرضية، وبالتالي يقتضي إسقاط النظام بذرائع لا تمت للحقيقة بصلة، وما نشهده منذ بدء ولاية ترامب الثانية، أنه يتعامل مع المجتمع الدولي على قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا، وها هي فنزويلا تدفع ثمن خروجها عن التابعية الأميركية وما تملكه من ثروات طبيعية وموقع جغرافي يضاعف من الاستعجال بإسقاط النظام…!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- هل مميزات فنزويلا هي السبب الرئيسي بالتهديدات الأميركية؟
٢- هل ما تزعمه واشنطن من ذرائع فساد ومخدرات وحريات عامة هي فعلاً سبب التهديد؟
٣- هل التهديدات الأميركية جدية قد تصل إلى حد الاصطدام أم مجرد تهويل؟
٤- هل يستسلم الشعب الفنزويلي أم يصمد ويواجه أي عدوان أميركي؟
د. نزيه منصور


















Discussion about this post