بدأت انتخابات عمدة نيويورك مع صبيحة يوم الثلاثاء في الرابع من نوفمبر ٢٠٢٥، بين عدد من المرشحين أبرزهم المرشح الديمقراطي المستقل زهران ممداني، مواليد ١٩٩١ من أب اوغندي وأم هندية، وقد هاجرا إلى الولايات المتحدة الأميركية، والمرشح الجمهوري كورتس سليوا Curtis Sliwa مواليد ١٩٥٤ من أصول بولندية وإيطالية. كل الاستطلاعات تؤشر إلى تقدم ممداني، وهذا ما أثار غضب الرئيس الأميركي الذي لم يهدأ منذ دخوله البيت الأبيض في ٢٠/١/٢٠٢٥ حيث جال وصال وتبجح وتعالى وتكبّر وتفاخر بعنجهية لم يسبقه أي من الرؤساء الأميركيين من كندا والمريخ وغرينلاند والمكسيك وغزة والهند وباكستان وارمينيا واذربيجان وأضخم وأكبر ضحاياه الشعبين الفلسطيني واللبناني، زاعماً أنه رجل السلام وفرضه بالقوة وهدد نيجيريا وفنزويلا وعاد إلى مجلس الأمن في الصحراء الغربية، رغم ذلك عاد إلى الحظيرة في نيويورك ليتدخل في استحقاق انتخابي محلي، ضارباً عرض الحائط الدستور الأميركي، فحرّض بعدم انتخاب المرشح المنافس لمرشح حزبه بذريعة أنه ديمقراطي كومينيست رافعاً شعار: جمهوري سيء خير من ديمقراطي كومينيست جيد، كما اضاف أنه سيحجب المساعدات عن ولاية نيويورك في حال انتخاب زهران ممدوني، مع العلم أن حقوق الولايات وفقاً للنظام الفيدرالي يقررها الكونغرس الأميركي بموجب الموازنة الفيدرالية، واي تدخل للرئيس يعرّضه للملاحقة والطعن أمام المحكمة العليا الفدرالية….!
ينهض مما تقدم، أن الرئيس الأميركي يتصرّف على المستوى الدولي والمحلي بصفة دكتاتور، يفرض ما يشاء ويقرر ما يحلو له، وهذا بحد ذاته يشكل سابقة خطيرة تهدد الأمن القومي الأميركي والدولي، وبالتالي يضع العالم أجمع أمام خيارين لا ثالث لهم وهما:
١- الخضوع لإدارته وإرادته
٢- الرفض وفرض العقوبات وبث الفتن داخل الدول تحت عناوين مختلفة
وما يحصل الان في نيويورك من تدخل سافر وتحريض يجعل الولايات خارج حكم الحزب الجمهوري عرضة لما تمر به نيويورك …!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا هذه العنجهية الترامبية التي يمارسها في الداخل والخارج؟
٢- هل فعلاً في حال فوز زهران الاوغندي الأصل سيعاقب مع الشعب؟
٣- ألا يشكّل تصرف إدارة ترامب خطراً على المجتمع الأميركي والدولي ؟
٤- لماذا هذا الصمت الدولي وخاصة من قبل الدول المتضررة ومنظمات شنغهاي والبريكس؟
د. نزيه منصور


















Discussion about this post