قراءات تكشف حقيقة التاريخ الخلفية عن الشعوب ..!!، التي أقامتها انظمة في العالم ..
قراءة واحدة كافية لتشرح الكثير في الغباء العربي الاسلامي الذي مهد لحكام الصهيونية في العالمين العربي والإسلامي ..، هي الحقيقة حيث أكثرهم سقطت اقنعتهم وفي الخليج خاصة، ولا نعد بعدها للجاهلين أكثر بأن حكامهم صهاينة حتى يصحوا هم على أنفسهم فقد مللنا النداء وصبرنا حتى مل الصبر منا ..!!، فما عاد الكلام معنى في زمن تكرس فيه واقع الذل والقهر في العالمين العربي والإسلامي ..!!
مطالعة الحقائق التاريخية التي كانت خافية فضحها هذا الرجل الذي كشف مؤامرة القرن .. ولولاه لبقيت سايكس بيكو سرًّا مدفونًا . !!
لكن ماهي ردت فعل الشريف حسين حين علم باتفاقية سايكس بيكو ؟ شيء لا يصدّق ..!! .
إنه ليون تروتسكي، وزير خارجية الثورة البلشفية، المنظر الشيوعي الكبير والشهير ومؤسس الجيش الأحمر، في عام 1917، بعدما أطاحت الثورة البلشفية بقيادة فلاديمير لينين بالقيصر الروسي، كان القيادي السوفياتي تروتسكي يتنقّل في دهاليز قصر القيصر بحثًا في أرشيف الإمبراطورية المنهارة، ليعثر بالصدفة على وثيقةٍ خطيرة، وثيقةٍ تُشبه الصاعقة التي سقطت على رأسه : اتفاقية سرّية بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية، وُقِّعت لتقسيم المشرق العربي فيما بينهم بعد سقوط الدولة العثمانية .
كانت فرنسا وبريطانيا قد بدأتا منذ أواخر عام 1915 مفاوضات سرية حول اقتسام أراضي “الرجل المريض”، وأُدخلت روسيا القيصرية في الاتفاق بشرط أن تحصل على القسطنطينية ومضائق البوسفور وأجزاء من الأناضول .
وفي مايو 1916، وُقِّعت الاتفاقية رسميًا بين مارك سايكس البريطاني وفرانسوا جورج بيكو الفرنسي، لاقتسام بلاد الشام والعراق بين الدولتين، وجعل فلسطين تحت إدارة دولية، تمهيدًا لوعد بلفور الذي سيمنحها لاحقًا لليهود ..!! .
أراد تروتسكي أن يفضح ما وصفه بـ”تآمر القوى الإمبريالية على الشعوب المستضعفة” نكاية في أصدقاء القيصر، فنشر الوثيقة كاملة في صحيفة “برافدا” الروسية يوم 23 نوفمبر 1917، لتلتقطها الصحف الأوروبية بعد ذلك، ومنها “مانشستر غارديان” البريطانية.
وكان وقع الفضيحة مدوّيًا في العالم، إذ ظهر جليًا أن الحلفاء بلا شرف و خدعوا العرب، مما تسبب في إحراج شديد للحكومتين البريطانية والفرنسية أمام حلفائهم من العرب الذين وعدتهم بالإستقلال .. .
بعد نشر الاتفاقية، سرعان ما وصلت تفاصيلها إلى العثمانيين عن طريق ألمانيا والنمسا-المجر، اللتين كانتا حليفتين للدولة العثمانية في الحرب ..، وكان العثمانيون قد اشتبهوا منذ فترة طويلة في وجود مؤامر بريطانية-فرنسية لتمزيق أراضيهم، لكنهم لم يمتلكوا دليلًا رسميًا حتى كشفت روسيا البلشفية الوثائق السرية .
عندما علم جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع المرابط بالشام، بهذه التفاصيل، قرر محاولة تحذير العرب للمرة الأخيرة، فأرسل في 26 نوفمبر 1917، رسالة إلى الأمير فيصل بن الحسين، يخبره بتفاصيل ما نشره الروس في الصحف العالمية ويفضح اتفاقية سايكس بيكو ..، وكل ما عرفه عن تقسيم فلسطين، وسوريا، والعراق بين بريطانيا وفرنسا، ويطلب منه إعادة النظر في تحالفه مع الإنجليز .
مما وجاء في الرسالة :
“إننا اليوم نعيش أكثر الصفحات غموضًا وشكوكًا في تاريخ الإسلام، إن الحكومة العثمانية دخلت الحرب مصممة على وضع حد لمذلة الإسلام، وعلى العيش بعز واستقلال، أو الموت بشرف ..، ولكن أي نوع من الاستقلال يمكنكم أن تتصوروا لحكومة عربية تقوم بعد تدويل فلسطين، ووضع سوريا تحت السيطرة الفرنسية تمامًا، وجعل العراق بأسره جزءًا من الممتلكات البريطانية ..!!؟”
لكن كيف ردّ الشريف حسين على انكشاف المؤامرة ..!!؟
عندما وصلت أخبار اتفاقية سايكس بيكو إلى الشريف حسين عن طريق جمال باشا، لم يصدّق في البداية . !!، وبعث برسالة إلى المعتمد البريطاني في مصر والسودان، يستفسر فيها عن صحة المعلومات ..، فجاءه الردّ من اللورد بلفور، الذي أنكر وجود أي اتفاقية، مدعيًا أن هذا مجرد تلفيق عثماني بلشفي روسي لإثارة الفتنة بين العرب و أصدقاءهم الحلفاء، فقرر الشريف حسين تصديق الإنجليز بكل بساطة .. .
ويصف المؤرخ محمد علي أحمد موقف الشريف حسين قائلًا :
“ومرة جديدة، تضاف إلى ما سبق من مسلسل تصديقات الشريف حسين للإنجليز، يقف مصدقًا لهم، وجازت هذه التبريرات المضللة عليه، واستمر مستسلمًا للسياسة البريطانية ونفاقها .. ” .
أما ردّ الشريف حسين الرسمي على جمال باشا، فجاء عبر الأمير فيصل، وكان كالتالي :
“ليس بين العرب والترك إلا السيف، حتى تضع الحرب أوزارها، ويخرجوا من بلاد العرب .. .”
ورغم كل الإنكار البريطاني، جاءت الأحداث على الأرض لتثبت صدق التحذيرات العثمانية ..، ففي ديسمبر 1917، سقطت القدس في يد البريطانيين، وبعد انتهاء الحرب في 1918، بدأ تنفيذ سايكس بيكو ووعد بلفور، حيث وُضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وسوريا تحت السيطرة الفرنسية، والعراق في قبضة بريطانيا .
أدرك العرب بعد فوات الأوان أنهم خدعوا، وأنهم كانوا وقودًا لمؤامرة استعمارية كبرى د، وأن البريطانيين لم يكونوا سوى مخادعين كبار لا ميثاق لهم .. .
وفي النهاية، وكما قال الشيخ محمد الغزالي :
“ليس من الضروري أن تكون عميلًا لتخدم عدوك… يكفيك أن تكون غبيًا ..!!” ..
وهذا لولا تروتسكي، لما كُشف الستار عن اتفاقية سايكس بيكو، ولظلّت مدفونة في أدراج التاريخ إلى يومنا هذا .
فكم من اتفاقية سرّية أخرى حيكت في الظل مازالت مجهولة، لم تجد من يكشف عنها، ووجدت أغبياء صدقوا الأكاذيب نفسها، ويكرّرون المأساة ذاتها .. .
إنها التفاصيل الشيطانية المخفية عن شعوب العالم في زمن التسلط للحكومة الخفية ..
عاشق الوطن ..

















Discussion about this post