بقلم / عامر جاسم العيداني
الفساد في العراق لم يعد مجرد حديث عابر أو اتهامات سياسية بل أصبح جداراً يعترض طريق الإصلاح والتنمية، وسبباً في تراجع الخدمات وتآكل الثقة بين المواطن والدولة ولأن الفساد لا يُقتلع بالشعارات وحدها فإن الطريق الأنجع لمواجهته يبدأ من صناديق الاقتراع عبر مشاركة واسعة وواعية في الانتخابات النيابية المقبلة.
إن المقاطعة أو اللامبالاة لا تُعاقب الفاسدين بل تمنحهم فرصة جديدة للبقاء وإعادة إنتاج أنفسهم فيما تكون المشاركة الواسعة هي السلاح الأقوى لعزل من تسبب في الخراب والنهب ولفتح الباب أمام وجوه جديدة تمتلك الرغبة في الإصلاح والمحاسبة.
المطلوب اليوم من المواطن أن يتعامل مع صوته كأداة للتغيير لا كهبة مجانية وأن يختار المرشحين على أساس برامجهم وكفاءتهم ونزاهتهم لا على أساس الانتماء أو العاطفة فكل صوت يذهب لمرشح نزيه يعني خطوة نحو دولة القانون وكل صوت يُهدر لمصلحة فاسد يعني مزيداً من التراجع والانكسار.
ولا يمكن تجاهل دور الإعلام والمثقفين في هذه المعركة فهم الجبهة الأولى للوعي، ومسؤولون عن فضح الفساد ونشر الحقائق وتحفيز الناس على المشاركة الواعية، بعيداً عن الدعاية والتسقيط الشخصي وان الإعلام الشريف هو منبر الإصلاح الحقيقي لأنه يسلّط الضوء على المعايير والبرامج لا على الشعارات الفارغة.
اقتلاع الفساد ليس مهمة يوم واحد بل مشروع وطني طويل يحتاج إلى مشاركة ومتابعة ومحاسبة والمشاركة الواسعة في الانتخابات هي الخطوة الأولى نحو هذا المشروع لأنها تمنح الشعب فرصة إعادة تشكيل المشهد السياسي على أسس جديدة قوامها الكفاءة والنزاهة وخدمة المواطن.
فلنحوّل غضبنا من الفساد إلى طاقة تصويت ولنجعل صناديق الاقتراع ساحات للتطهير والإصلاح فصوت المواطن النزيه هو أقوى من أي نفوذ أو مال وهو القادر على اقتلاع الفساد من جذوره إذا وُجه بوعي ومسؤولية.


















Discussion about this post