الشاعر والأخ الصديق رحمه الله
هو شاعر مصري معاصر أثبت أنه يمكن للشعر أن ينبثق من الجذور الريفية والبيئة المحلية ويصل إلى جوائز عربية
بل يمكن القول إن الشعر عند عبد الله الشوربجي هو:
فنٌّ ينهل من التراث، يعيش في الواقع، ويتجه نحو الخلود.
هو صوت الإنسان البسيط وهو أيضًا صوت الشاعر الفيلسوف الذي يرى في الكلمة خلاصًا ومعنى للحياة.
نبذةعن حياته
وُلد الشاعر عبد الله الشوربجي في محافظة الغربية، مصر. تربَّى في بيئة ريفيةوقد تأثَّر بصوت الفلاحين والموا لِد الريفية ما انعكس في تجربته الشعرية.
حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، ثم درس اللغة العربية وآدابها في الجامعات المصرية.
أصدر أول ديوان شعري له في سن مبكرة (حوالي 16 عاماً).
توفّي يوم الأربعاء 14 يونيو 2023، وترك أثراً شعرياً واضحاً.
أبرز أعماله وإنجازاته
جمع أعماله في مشروع ضخم تحت اسم “أبو الطيـب المصري” بعدد من الأجزاء.
أصدر نحو 12 ديواناً، بالإضافة إلى رواية شعرية ومربّعات وشعر متنوع.
نال جائزة البابطين للشعر العربي في دورتها السابعة عشرة عن ديوانه “العاشقان”.
تم ترجمة بعض قصائده إلى لغات عدة، منها
الإنجليزية والفرنسية والصينية.
سمات تجربته الشعرية
تمحورت قصيدته في كثير من الأحيان حول البيئة الريفية، الريف المصري، حياة الفلاحين، التراث الشعبي، والعلاقات الإنسانية
اتّسم شعوره بثراء لغوي وحسّ موسيقيّ متأثر بالبيئة التي تربّى فيها.
تراوحت نصوصه بين الفصحى وبين محاولات شاعرية تعبّر عن الواقع الحميمي والبسيط
لأنه مثّل جسراً بين التقليد الشعري والوعي المعاصر، بين القرى وصورة المدينة، بين الفلاح والبَحث عن الذات.
أعماله تحمل قيمة تراثية (ما تربّى عليه)، وقيمة فنية (ما أنتجه من شعر)؛ لذا فإنّ الاطّلاع عليها يُضيف إلى فهمنا للحداثة الشعرية المصرية.
الشعر عند عبد الله الشوربجي
ليس مجرد ممارسة لغوية، بل هو رؤية كاملة للوجود والإنسان واللغة.
يمكننا أن نلخص فلسفته الشعرية وتجربته في عدة محاور رئيسية:
أولًا: الشعر كصوت للناس والبسطاء
عبد الله الشوربجي وُلد في بيئة ريفية، فحمل همومها في قصيدته.
كان يرى أن الشعر ليس حكرًا على النخبة، بل هو لسان الناس في الحقول والمواسم والمآتم. لهذا نراه يستخدم صورًا مأخوذة من الواقع اليومي — النيل، الحقول، الغيطان، الطين، الجَمل، الفجر، الحنين إلى الأم — ليصنع منها رموزًا كونية.
“أنا ابن الطين، والريح القديمة
أُمسك الضوءَ من عرقِ الغُروب
وأكتبُ الحُلمَ بالندى.”بهذه اللغة، يجعل من تفاصيل الريف شعرًا عالميًّا، يعبّر عن الإنسان في عمقه البسيط الصادق.
ثانيًا: الشعر بوصفه استعادة للتراث
كان الشوربجي يؤمن أن الشاعر الحديث لا يقطع مع التراث، بل يحاوره ويُجدّده.
لقّب نفسه بـ “أبو الطيب المصري” — في إشارة واعية إلى أبي الطيب المتنبي
لكنّه أراد “أبو طيبًا” مصريًا، يتكلم بلسان الفلاحين، لا بلسان السيوف والأمراء.
في شعره كثير من الوزن والقافية، لكنه لم يكن أسيرهما، بل جعل منهما جسرًا موسيقيًا نحو المعنى. كان يعتبر الوزن جمالًا وليس قيدًا، والموسيقى وسيلة لا غاية.
ثانيًا: الشعر بوصفه استعادة للتراث
كان الشوربجي يؤمن أن الشاعر الحديث لا يقطع مع التراث، بل يحاوره ويُجدّده.
لقّب نفسه بـ “أبو الطيب المصري” — في إشارة واعية إلى أبي الطيب المتنبي —
لكنّه أراد “أبو طيبًا” مصريًا، يتكلم بلسان الفلاحين، لا بلسان السيوف والأمراء.
في شعره كثير من الوزن والقافية، لكنه لم يكن أسيرهما، بل جعل منهما جسرًا موسيقيًا نحو المعنى. كان يعتبر الوزن جمالًا وليس قيدًا، والموسيقى وسيلة لا غاية.
ثالثًا: الشعر كبحث عن الذات والخلود
تتكرر في قصائده ثنائية الحضور والغياب، الوجود والموت، الزمن والخلود.
يكتب أحيانًا كمن يخاطب روحه، أو كمن يرى الشعر خلاصًا من الفناء:
“يا قصيدَ الروحِ، لا تتركي يدي،
فالليلُ طويل، والناسُ نيام.”
بالنسبة له، كان الشعر ملاذًا من الفناء، وطريقة لتثبيت الأثر الإنساني في الذاكرة.
رابعًا: لغته الشعرية تتسم بالكثافة والصفاء.
يجمع بين اللغة التراثية العالية والصور الحديثة المبتكرة. يوازن بين الإيقاع الداخلي والصدق العاطفي. لا يُغرق في الغموض، بل يحافظ على شفافية المعنى حتى في أعقد الصور.
م.ش


















Discussion about this post