كتب د نزيه منصور
بتاريخ ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥، تقدم نتن ياهو بطلب عفو من رئيس دولة الكيان بسبب الملاحقات الجنائية أمام المحكمة العليا منذ سنة ٢٠١٩، بموجب ثلاثة قضايا فساد ورشاوى واحتيال وخيانة الأمانة ١٠٠٠ و٢٠٠٠ و٤٠٠٠ وتصل عقوبتها إلى عشر سنوات وغرامات مالية، حيث بلغ حجم الفساد ٢٩٠ مليون دولار والرشاوى وقبول هدايا من مجوهرات وسيجار من رجال أعمال ومنتج أفلام ومنح صحيفة كبرى تسهيل تشريعات بتمرير قوانين تضعف منافس لها وشركة اتصالات مقابل حصوله وعائلته على تغطية إعلامية تشمل رشاوى مالية، مما يعتبر إساءة لاستخدام السلطة وخيانة الأمانة…!
ست سنوات من المماطلة والتهرب من المحاكمة بذرائع واهية، حتى ضاق القضاء ذرعا وحشر نتن ياهو أمام مواجهة القضاء، مما اضطره لتقديم طلب العفو والذي حاول من خلاله التذرع بالظروف الأمنية والسياسية ومن دون الاعتذار، ولكن الطلب بحد ذاته إقرار ضمني بالتهم وإلا لكان طالب بالاسراع بالمحاكمة وإعلان براءته بموجب حكم قضائي، وبالتالي يخرج بطلاً قومياً، وبطلبه هذا أحرج القضاء ورئيس الدولة، وأثبت أن الكيان أمام أزمة قضائية وسياسية ووجودية، وكأن الكيان يفتقر إلى رجال دولة ولم يعد في الساحة إلا نتن ياهو وأن حكومته تقوم على شخصه وأن الجرائم الإرهابية التي ترتكب بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني، تجعله من ملاحق قضائياً إلى مقر بجرائمه بموجب طلب عفو، وبحقه مذكرة إلقاء قبض مع وزير حربه السابق غالانت من أعلى محكمة دولية المحكمة الجنائية الدولية ….!
ينهض مما تقدم، أن الكيان الصهيوني يمر بأزمات سياسية وقضائية وانقسام داخلي واستغلال السلطة وارتكاب جرائم إبادة بهدف شخصي للبقاء على رأس السلطة، وأن رئيس الحكومة يخشى إيقاف الحرب والعودة إلى الداخل كي لا تتفجر في وجهه كل الأزمات وتحميله الهجرة المعاكسة وإقفال الشركات الأجنبية وهز تل أبيب ومختلف المدن والمرافق الحيوية، بالإضافة إلى الأمراض النفسية ورفض الالتحاق من قبل ضباط وجنود العدو بالجبهات، وبالتالي يعتمد الكيان على واشنطن وأنظمة التطبيع في الإقليم. لكن ذلك لن يصمد أمام صمود وتضحيات المحور بمختلف أطرافه، كما أن نتن ياهو لم يعد عبئاً على الكيان بل على سيده ترامب…!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا لجأ نتن ياهو إلى طلب العفو إذا كان واثقاً من براءته؟
٢- هل يوافق رئيس الكيان على منحه العفو؟
٣- هل تهتز عدالة القضاء في حال منحه العفو؟
٤- هل تتدخل واشنطن بالضغط على اسحق هرتسوغ؟
د. نزيه منصور


















Discussion about this post