بتاريخ ١٧ أيار سنة ١٩٨٣، تم توقيع اتفاقية بين لبنان والكيان الصهيوني بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة ١٩٨٢ واحتلال العاصمة بيروت، حيث أسقطها الشعب اللبناني وخرج العدو من الأراضي اللبناني من دون قيد أو شرط بفضل المقا.ومة على مدى ٢٢ سنة متواصلة، فقد سبق واجتاح جنوب لبنان أو ما عرف بعملية الليطاني …!
وفي ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ اثر السابع منه، ساند الشعب اللبناني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فحاول جيش العدو اجتياح الحدود اللبنانية، فتمّت مواجهته بشجاعة وإرادة فولاذية وإيمان إلهي وتضحيات غير مسبوقة وإمكانيات متواضعة مقارنة بما يملك، مما اضطر العدو للقبول بوقف إطلاق النار، عندها كلفت لجنة الميكانيزم متابعة التنفيذ، فالتزم لبنان بوقف إطلاق النار لكن العدو احتل نقاطاً عدة، وحال دون عودة المواطنين، كما ضاعف عدوانه من قتل وتدمير ضارباً كل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية بدعم أميركي مطلق. وتتالت الضغوطات عبر المرسلين من الغرب والشرق ناقلين رسائل التهديد والوعيد بذريعة نزع سلاح الشرف والكرامة دون أن تحرك الحكومة اللبنانية ساكناً وتؤدي واجبها السياسي والدبلوماسي، بالإضافة إلى عجزها عن امتلاك القدرات العسكرية، فما كان من السلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية أن اقترحتا إجراء مفاوضات عسكرية غير مباشرة بإدارة أميركية، لكن نتن ياهو تجاهل الأمر وزاد من التهديد والوعيد وارتكاب الجرائم…!
فجأة، أعلن الرئيس كونه صاحب الصلاحية في إجراء المفاوضات بعد مغادرة بابا روما، عن مفاوضات مباشرة برئاسة سفير سابق في الولايات المتحدة وأحد أركان قرنة شهوان ومن المنظرين في ١٤ آذار ويعارض نهج أشرف ظاهرة في لبنان التي حررته في ٢٥ أيار، ولم تكد الجلسة البكر تختم محضرها، حتى برز الملاحق جنائياً أمام المحكمة العليا في الكيان بجرائم فساد وخيانة ورشاوى وإساءة أمانة ليعلن أن المفاوضات ناقشت العلاقات الاقتصادية وكأن البلدين في حالة وئام، لا في حالة احتلال وقتل وتعديات في البحر والبر والجو…!
ينهض مما تقدم، أن المفاوضات بدأت بسقف عالٍ مستغلة تراجع لبنان من عسكري أمني غير مباشر إلى سياسي مباشر، مما يضع المفاوض اللبناني بين سندان الأميركي والمطرقة الصهيونية واستمرار الاحتلال والتعديات والخروقات وصمت لجنة الميكانيزم والتزام الحكومة بالاملاءات الأميركية- الصهيونية وتناغم فريق لبناني مع رغبة واشنطن إعلامياً وسياسياً، مما يمنح العدو فرص فرض إرادته السياسية ووهبه اتفاقية إذعان على شاكلة ١٧ أيار وربما أسوأ، وتعيد الشارع اللبناني إلى الانتفاضة وإسقاط أية اتفاقية تمس سيادة واستقلال لبنان وسيطرته على كامل أراضيه وعودة اللبنانيين إلى قراهم وبلداتهم وأرضهم وانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة…!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا تراجع لبنان عن مفاوضات غير مباشرة ذات الطابع الأمني؟
٢- هل المندوب اللبناني الدبلوماسي والسياسي خبير في الشؤون الأمنية والعسكرية حتى تم اختياره؟
٣- تناولت وسائل الإعلام أن المحروس رئيس الفريق اللبناني تم تعيينه من قبل واشنطن، هل المعلومة صحيحة؟
٤- هل الكيان صاحب عهد وميثاق وسيوقف العدوان خلال فترة التفاوض؟
د. نزيه منصور


















Discussion about this post