في عمق هذا التراب الذي مشينا عليه أطفالاً،
لا تزال سوريا ترتجف بين أيدي أبنائها…
تبحث عمّن يتذكر أنها أرض روح واحدة..
لا خرائط طوائف، ولا جزر خوف، ولا جدران كراهية.
اليوم، ينظر السوري إلى السوري بعين مرتابة،
ناس تُؤذى لأنها تنتمي، وأخرى تُقصى لأنها تُشبه جماعة ما.
لكن خلف كل هذا الصخب، هناك حقيقة لا تموت:
لم يُخلق شعب ليُعادي نفسه.
التقسيم ليس طبيعة، بل جرح.
والطوائف ليست سوى قشور…
تسقط حين يلمس الإنسان إنساناً.
سوريا لا تنتظر بطولة سياسية، بل يقظة قلب.
يقظة تقول:
أرى وجعك قبل هويتك، أسمع خوفك قبل انتمائك.
فالبلد لا يُشفى بالكلام الكثير، بل بالمحبة الصامتة التي تنمو بين الناس حين يتركون البنادق، ويمسكون بعضهم كما تمسك الأم بيد طفل ضائع.
لم نعد نستطيع أن نكمل بحالة:
أنا صح، وأنت خطأ.
أنا مظلوم، وأنت ظالم.
طائفتي ضحية، وطائفتك جلاد.
الدم السوري أرقى من أن يوضع بهذا الميزان الصدئ.
المطلوب اليوم ليس مصالحة بين الطوائف، بل مصالحة مع الحقيقة:
أننا أبناء تراب واحد،
وأن الكراهية لا ترفع بيتاً…
ولا تُنبت زرعاً…
ولا تبني وطناً.
المحبة ليست ضعفاً، المحبة قوة من ذهب.
هي الشيء الوحيد القادر أن يعيد سوريا إلى ذاتها، وأن يردّ الروح إلى الجسد المتعب.
يا أبناء الضوء…
عودوا لبعضكم،
فالبلد التي يضيئها قلبان متحابّان
أقوى من وطن تقسّمه ألف راية.
دمتم بكل حب

















Discussion about this post