قال حسين راغب النائب السابق في البرلمان السوري: لم تتوقف العمليات الإسرائيلية في سوريا منذ سقوط النظام السابق، إذ كان آخرها توغل جنود إسرائيليين يوم الثلاثاء في ريف القنيطرة، وكانت القوات الإسرائيلية توغلت أيضًا السبت الماضي، في محيط بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبًا، وأطلقت النار لترهيب المدنيين وقد جاء ذلك بعد 8 أيام من ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في تلك البلدة راح ضحيتها 13 شخصًا وعشرات الجرحى، حين استهدف بقصف جوي القرية بعد توغل قصير مصحوب باشتباكات مع الأهالي الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم.
وأضاف راغب في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أنه تشير المؤشرات الميدانية والسياسية بين شهري مايو وديسمبر الماضيين إلى تحول نوعي في طبيعة التدخلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، يقوم على الجمع بين التصعيد العسكري المباشر عبر الضربات الجوية والأنشطة البرية، تتركز على محيط خطوط التماس الجنوبية ضمن أنشطة إستطلاع وتجسس وهندسة ميدانية تحمل طابعًا أمنيًا واضحًا.
وحول السيناريوهات المحتملة خلال الفترة المقبلة، قال “راغب”: السيناريو الأول قد تستمر إسرائيل في إتباع نهجها الانتقائي عبر الضربات الجوية والأنشطة البرية لتعظيم نفوذها بأقل كلفة عملياتية، وهذا السيناريو يحمل مخاطر على استقرار سوريا، إذ يرسخ التدخل الخارجي ويضعف فرص بناء منظومة أمنية وطنية مستقلة في المرحلة الانتقالية
وأوضح، أن السيناريو الثاني يتمثل في تكثيف العمليات العسكرية ضمن قواعد اشتباك جديدة، وفي هذا السيناريو قد تصعد إسرائيل من عملياتها عبر توسيع نطاق الضربات جغرافيًا، وتنوع طبيعة الأهداف،بحيث تشمل مواقع قيادية وعسكرية كبرى، إلى جانب إستمرار التوغلات البرية، وتعزيز النشاط الاستخباراتي في الجنوب، ويستند هذا السيناريو إلى قراءة إسرائيلية مفادها ضعف الردع السوري، وغياب توافق دولي على خطوط حمراء واضحة.
أما السيناريو الثالث، قال “راغب” يتمثل في ضبط السلوك العسكري الإسرائيلي من خلال دفع ضغوط دولية وإقليمية للوصول إلى تسوية مؤقتة تقيد النشاط العسكري الإسرائيلي،ومع ذلك هذا السيناريو يبقى هشا،في ظل غياب إطار تفاوض شامل ومستدام لا يستند إلى إستعادة الحقوق المشروعة، وبالتالي يجعل اي تفاهمات مؤقتة عرضة للانهيار مع أول خرق أو تبدل في موازين القوى.

















Discussion about this post