الرَحيلُ شُموخاً ..
د.علي أحمد جديد
هو الثأرُ يوقظُ فينا الدِماء ..
يُشعلُ فينا المَباهِج
يُشعلُ مايشتهيه النَخيل
يُشعلُ حربَ البَسوس
يثأرُ لدمِ الفقراءِ النَبيل
ها نحن نمدُّ بأيدينا إليكَ
نأملُ بالصباحِ البعيد
نَمدُّ الأيادي إليكَ
فأنتَ الملاذُ الآمنُ المَجيد
نَمدُّ الأيادي للشجيراتِ الندية ..
للورود ..
لعباءةٍ تَفوحُ بالبنفسج
بالبرتقال ..
وأريجِ الياسمين .
سلامٌ على الذين يفتدونا بدمٍ
سلامٌ على الشهداءِ الذين مَضوا ..
والذين سيأتونَ في صَفٍّ طويل .
هو الثأرُ يوقظُ فينا الدماء
يوقظُنا من سُباتنا المبجَّل ..
يوقظُ فينا الحنين .
وها أنتَ تَعبرُ لوحدِكَ الزمانَ شموخاً
وَحدُكَ المتماسك في أمّةٍ ..
وَحدُكَ تعلِّمُ الطفلَ كيف يمشي
ويعبرُ نحو الغد الجميل
“هم يعرفونك”
يا سيد النصرِ النبي
“هم يعرفون”
كيف أَطلَلتَ على حافةِ القَلبِ وحدك ..
على نَجمةٍ في السماءِ البعيدة ..
على مُدنِ الملاهي الحديثة ..
على شهداء الجِدارِ الفاصلِ اللعين
وطفلةٍ تَعبرُ الأرضَ مثلَ غزالٍ جريح ..
وطفلٍ أضاعوا له خطاه ..
فلا تأمل مِن مَمالِكَ تُخفي يديها
ولا إماراتٍ هالَها الرعبُ
حين نأيتَ عن أَسْرِ النَخيل .
أَطلَلتَ على حافةِ القلبِ وَحدك
مِن شرفةٍ في الجدار الطويل
تشيرُ إلى غيمةٍ في السماءِ ..
إلى الشمسِ ..
إلى الأرضِ ..
إلى الأقحوانِ ..
والياسمين .
وفي صَدركَ مُتسَعٌ لحربٍ طويلة .
يا دمَنا الذبيحَ دهراً
يا بهجةَ الأرضِ
تَفَرَّد لوَحدِك بالأملِ الجميل
ويا أيها المتماسكَ تقَدَّمْ
فإني أرى تَحتَ قدميكَ الجنودَ ..
أرى الهواء ..
أراهُ يستريحُ الفضاءْ
أراكَ توقظُني مِنَ المَنام
أراكَ في العبور
وأرى قُبورَ الذين قَضَوا
والمَرايا مُكسَّرةً ..
والحُطام .
أرى عباءَتكَ تَمحو الجليد
وأنتَ أمامَ المرايا وحيداً
وأنت الأماني ..
وأنتَ الغيومُ حين تَعرجُ نحوَ الفضاءِ النَبيل ..
نَحوَ الحُطامِ في سنواتِ القُنوط
وأنتَ إلهٌ في الهِلالِ الخَصيب
وأنتَ مِن سلالةِ الأنبياءِ في الجَنوب .
فكيف لانُعيدُ تَدويرَ الدوائرِ من جَديد
وكيف لايُضيءُ الجنونُ القدسَ فينا
وأطفالُنا مُقبِلونَ على عَصرِهِم
بالبنادق ..
وسِكِّينٍ عنيد .
فيا رفيقَ الوُرودِ تقدَّم ..
إلى وَطنٍ آهِلٍ بالدماء
تقدَّمْ ..
إلى وطنٍ لايموت ..
تقدَّم ولاتلتفتْ
فخَلفَكَ أمهاتٌ تَبكينَ بدمعٍ غزير ..
جَلسنَ تحتَ الصراخ طويلاً طويلا
وتحتَ أصواتِ طائراتٍ تقذفهنَ
ناراً وحديداً ثقيلا .
لكَ المجدُ وحدكَ والصَولَجان
لكَ الطلقاتُ تُدوِّي في الأرخبيل
ليأتي الصباحُ بيومٍ جميل
لكَ المجدُ وحدكَ والصَولَجان
فأنتَ سَيِّدُ النصرِ وحدك
ونحنُ هنا النزيفشُ النَشبيل
ليأتي الصباحُ بيومٍ جميل
ليأتي الصباحشُ بيومٍ جميل .