__سيجارة وسفر__
في البداية
كان هناك جبل تقطنه آلهة
في صراع مستمر
لا أعرف هذا المكان
قد يكون أثينا
وأعرف أن الفصل خريف
وأنــــا كنت حزينة
يا رجلا … لو أنني عرفت
كانت هناك غيمة عاشقة
مثلي تماما
تحسن حجْب الشمس
وتتقن مراوغة النسمات
ترفع هامتها وتبتعد
وأبقى وحيدة وعاشقة
يا رجلا… لو أنني فكّرت
كانت هناك زهور في تعالق
مع الضوء
تراقصه وشـفـاه تلتحم
وفم ملكوت فـم
وعناق وضمٌ
كانت حفلة ألوان
حضر الجميع
وغاب لون الأقحوان
فاستعار النرجس
حمرة الشفق
يا رجلا …الأحلام أحزان
كان هناك بالعدوة اليمنى
شجرة تدلّت منها تفاحة
وبالعدوة اليسرى
سفينة على الشاطئ راسية
أحلم أقضم
وأحلم أركب
يا رجلا …كم الربان يتعب
كان هناك خطّ استواء
وعرش على الماء
وزرقة سماء
وحكايات تُروى
ورغباتٌ فـــاكهة
يا رجلا …نرحل والموت يبقى
كانت هناك عرّافة
في مهبّ الفصول حائرة
تقرأ فنجان الريح
والريح تسلبها ثيابها الباقية
امرأة مزّقت ذئـاب فستانها
وسلّمتها لأزقة مدينة عاهرة
تمشي تتبعها عيون جائرة
خلفها تكدّس هدير غضب وعاصفة
يا رجلا… الطوفان نهد امرأة
كان هناك إلـه ٌصغير
لمس ظلم الآلهة
أدرك من تكون تلك العرّافة
ثـار ثم هدأ ثمٌ بكى
تسلق تعاريج دخان سيجارته
وانــتــثــر
يا رجلا… حان وقت التخلّي عن التعب والأحلام
كان هناك رجل يغزل من خياله الشعر
ويخضع قصائدي لدخان سيجارته
يكتب على ناصية المستحيل
يرسم شجرة الحب عارية الأغصان
وكــل الحكاية هذيان
يــــا رجلا…في العتمة
مازالت عيناي عن عينيـه تـبـحـثان …
فائزه بنمسعود
Québec 3/3/2025