متابعة د. محمد خليل جبر
كشفت دراسة حديثة أن “دب الماء”، المعروف علمياً باسم “بطيء الخطو” أو “خنزير الطحلب”، ينتج بروتيناً فريداً يُدعى “Dsup” يمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في علاج السرطان، خاصةً للمرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي. ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة علمية مرموقة يوم الأربعاء، وفقاً لتقارير صحيفة “نيويورك بوست”.
ووجد الباحثون أن هذا البروتين قادر على تقليل الضرر الإشعاعي الذي تتعرض له الخلايا السليمة في الفئران، مع السماح للإشعاع باستهداف الخلايا السرطانية بشكل فعال. وأشارت الدراسة إلى أن هذا الاكتشاف قد يُسهم في تطوير علاجات أكثر أماناً لمرضى السرطان، حيث يُعتبر الضرر الذي يلحق بالأنسجة السليمة أحد التحديات الرئيسية في العلاج الإشعاعي.
وأوضح جيوفاني ترافيرسو، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمشارك في إعداد الدراسة، أن “الإشعاع يُعد أداة قوية في مكافحة الأورام، لكن آثاره الجانبية تشكل تحدياً كبيراً للمرضى”. وأضاف: “هناك حاجة ملحة لتقليل مخاطر تلف الأنسجة المجاورة أثناء العلاج”.
واستخدم الفريق البحثي تقنية “mRNA” لتحفيز خلايا الفئران على إنتاج بروتين “Dsup”، ثم تعريضها للإشعاع. وتبين أن الخلايا التي تم تعديلها كانت أكثر مقاومة للضرر الإشعاعي مقارنة بالخلايا العادية. ويعتقد العلماء أن البروتين يعمل عن طريق الارتباط بسلاسل الحمض النووي وحمايتها من التفكك، مما يقلل من الآثار السلبية للإشعاع.
ويأمل الباحثون في تطوير نسخة مُحسنة من هذا البروتين يمكن استخدامها لحماية الخلايا البشرية من الإشعاع دون آثار جانبية غير مرغوب فيها. كما يُعتقد أن هذا البروتين قد يكون مفيداً لرواد الفضاء، حيث يمكن أن يحميهم من الإشعاع الفضائي الذي يتعرضون له أثناء المهام خارج الغلاف الجوي للأرض.
ويُعد “دب الماء” من أكثر الكائنات الحية قدرة على التحمل، حيث يمكنه العيش في أقسى الظروف البيئية، بما في ذلك قمم الجبال والصحاري وحتى الفضاء الخارجي. وفي العام الماضي، اكتشف العلماء نوعاً جديداً من هذه الكائنات يتمتع بمقاومة استثنائية للإشعاع، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي في مجالات الطب واستكشاف الفضاء.
هذا الاكتشاف يُعد خطوة مهمة نحو تطوير علاجات أكثر أماناً وفعالية للسرطان، وقد يُسهم أيضاً في تعزيز سلامة رواد الفضاء في المهام المستقبلية.
Discussion about this post