قراءة في كتاب ترانيم الإنسانية للمفكر التنويري فرقد الآغا
بقلم: الباحث والكاتب العراقي اسعد الجوراني
لقد تصفحت كتاب ترانيم الإنسانية للمفكر العراقي الفذ فرقد الاغا؛ فوجدت فيه المشروع الانساني والثورة الفكرية التنويرية، يضم بين طياته مبادئ سامية نفتقد إليها في عصرنا الحاضر، رافعاً صوته وشاهراً قلمه ضد الأفكار الظلامية التي تحمل لغة العنف والجهل المطبق.
عندما تتجول في ترانيم الإنسانية تجد نفسك في بستان مليء بالأزهار بكل انواعها تسر الناظرين، رحيقها غني بالمقالات الفلسفية والعلمية والسياسية ذات البُعد الموضوعي والإنساني والوجودي.
مفاهيم وأسس ثرية ما أحوجنا إليها في زمن سادت فيه الوحشية؛ الأغا في درته الفريدة مُتحدياً نطاق الواقع المزيف المشوه، نابذاً كل أشكال الصراع والتصنيف القومي والديني والعرقي.
مبدأ الإنسانية شعار الكتاب الاسمى، سعى جاهداً على مدار سنين من أجل المساواة واشاعة لغة الحب والسلام وتحرير النفوس من الجهل والعقلية الرجعية، واستبدالها بروح إنسانية عالية المضمون.
يدعو مؤلف الكتاب الأستاذ الاغا إلى إعادة معالجة الاشكاليات التي كانت السبب الرئيسي في اذكاء الصراع العقائدي، وقد قام بأختيار نخبة من المواضيع الشائكة، حيث أجرى عليها دراسات نقدية وقد أظهر قدرة عالية في التحقيق وتقصي الحقائق التي تتناغم مع لغة العقل .
الجدير بالذكر هنالك وقائع قد حدثت في الماضي، استطاع من خلالها كشف حقائق مغيبة لم يتم الاشارة اليها من قبل، أخضعها لدراسة معمقة موضوعية. بأسلوب يُحاكي ويلامس الواقع من خلال تقييم العلاقة بين الحاضر والماضي وفق منهج فلسفة الاجتماع والتاريخ، داعياً بفكره الواعي إلى إشاعة لغة التعايش السلمي وتفعيل مبدأ الإنسانية ونشر شذى الحرية ضمن احترام وتقبل المختلف الآخر؛ وأني أرى بأن المجتمع اليوم بأمس الحاجة إلى لمثل هذا المشروع الذي من شأنه جمع البشرية تحت لواء الانسانية وإلعيش بسلام ، وانهاء الصراع الذي شهده التاريخ الانساني ونبذ الاقتتال الطائفي والمذهبي والعنصري والعرقي، فكان المفكر الأغا ولازال يعمل على أن تتصالح المجتمعات البشرية وتتسامح لكي نضمن فعلية تطبيق منهج التعايش السلمي .
Discussion about this post