بقلم: سعيد فارس السعيد
رغم كل الدمار والخراب، رغم دخان الحرب وأزيز الطائرات والصواريخ، هناك شرق أوسط جديد يُولد على مهل…
ليس ذلك الشرق الذي بشّر به دعاة التفكيك، ولا أولئك الذين أرادوه ساحة نفوذ مطلق،
بل شرقٌ تحكمه توازنات المصالح السلمية التي تساهم في البناء والازدهار والعيش المشترك للجميع.
لقد أدرك الجميع – متأخرين – أن الصراع الوجودي لم يعد يُنتج نصرًا نهائيًا، بل يُراكم الحطام فقط.
ومن هذا الإدراك، بدأت ترتسم ملامح تسويات صامتة، وُلدت في الظل، لا تمهّد لاتفاق سلام شامل، بل تفتح الباب أمام حياة مشتركة ممكنة.
وفي قلب هذه التحولات، يبرز مشروع “الاتحاد الإبراهيمي”، ليس كتحالف سياسي عابر، بل كنموذج للتعايش المتكافئ بين مكونات ومجتمعات الشرق الأوسط، بكل هوياتها الدينية والقومية والتاريخية.
قد لا يكون هذا المشروع مثاليًا بعد،
لكنه الأنموذج الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق في زمن الإنهاك والقلق الجماعي.
هو اتحاد يقوم على التعاون الأمني، والربط الاقتصادي، والاعتراف المتبادل، بدل الإلغاء والإقصاء.
لقد حان الوقت لأن نُعيد تعريف السلام:
فهو لا يعني فقط غياب الحرب، بل وجود العدالة والكرامة والمساواة بين الجميع، دون استثناء ولا امتياز مذهبي أو قومي أو ديني.
وتوقُّف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، ومنع الحروب في الشرق الأوسط عمومًا،
هو الخطوة الأولى… والأهم.
Discussion about this post