يستحق قراته ليس الجمع فقط بل المعنيين في التغيرات العالمية وقراءتها عسى أن يكون هناك موقفا ما .. يوما ما .. زمن وساعة ما .. أن كان هناك موقف ونحن نعلم لا يصنع الموقف الا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. يا أمة المليارين من العروبة والإسلام المنهزمين في زمن الهزيمة ساجدين ركعات بين أقدام أسياد العالم الصهيو ـ أميركي ..!!، فنحن في زمن الذل والعار لمن ارتضوا الذل والعار من أجل عروشهم ..!!؟
قالوا الكثير ولم نسمع نحن أمة العروبة والإسلام ..
الفريد دي زايس مستشار سابق بالامم المتحدة قال : خطة ترامب للسلام في غزة انذار نهائي يذكرنا بانذار البرت كسليرينغ قائد القوات الجوية الألمانية لروتردام عام ١٩٤٠ ..، ” استسلموا والا سنبيدكم والإعلام متواطئ في هذه الخدعة ‘ .
لماذا لا نرى ونسمع ولا نسأل أنفسنا : اليس غريب أن نرى قادة ” الانغلوساكسون” من المسيحيين البروتستانت خاشعين عند حائط المبكى اليهودي، ولا نجد اي منهم يزور كنيسة المهد في بيت لحم، و لا كنيسة القيامة في القدس الشريف، وهما أقدس المقدسات المسيحية على وجه الارض، فهل القوم مسيحيون ..!!؟
لذلك اليوم الرئيس الأميركي ترامب يداعب العالم بلعبة الكذب والخداع مستمرا في سياسته حكم العالم وأنه سيد هذا العالم ..!!، إلى متى وهو يقول : حقا اليوم هو يوم تاريخي للسلام في الشرق الأوسط ..!! وهو كاذب اعمى البصيرة، لا يفقه بالتاريخ ..، لانه يتعامل مع الأمر الواقع ..، معتمدا القوة انها في كل زمان ومكان من تفرض الواقع ..!!، متناسيا غافلا وكل أعوانه أن لا قوة تدوم ..!!، حين يقول بحثت مع نتنياهو توسيع اتفاقات ابراهام ..!!، وأنه تحدث عن سلام ابدي في الشرق الأوسط ..!!، وهو يتوجه بالشكر لنتنياهو لموافقته على خطة السلام في الشرق الأوسط ..!!، مؤكدا أن المعول والمعتمد عليه عربيا وسعوديا تحديدا الرئيس الباكستاني ومعه رئيس أركان الجيش موافقان على صفقة السلام ..!!؟؟ فماذا سيكون من إيضاح لكل ما هو قادم أكثر مما سبق ..!! .. .
لمن يعلم ما لا يعلمه الآخرين التائهين في محرقة الزمان والايام والبحث عن الرغيف والأمن والأمان والاستقرار، لمن لا يعنيهم اي شىء آخر، ليعلموا أن الخطة الأميركية وما يطرح باسم تفاهمات ترامب ـ نتنياهو ..!!، ليس إلا خدعة لتهدئة مؤقتة لفتح الطريق أمام تحقيق خارطة جديدة للعالم من خلال المنطقة وما يطرحه الثنائي الصهيو-أميركي، بوداعة الشرفاء والشهامة مما يتمتعون لعالم لا يستحق أي شرف ولا نخوة ..!!، مفتاحها هو غزة لتحقيق «الشرق الأوسط الجديد»وتجديد الحرب على إيران ولبنان واليمن ومن يتجرأ على الرفض ..!!، معتمدين على العالم الجديد الرائع المساجد الخانع لأمة العروبة والإسلام اليوم ..!!، فالخطة والرؤيا الأميركية هدفها ليس الا فتح مساراً جديداً وخطير للقضية الفلسطينية و”الشرق الأوسط الجديد” من خلال خدعة التهدئة ووقف لإطلاق النار في غزة، وصفقة للأسرى ..، ولكن ليعلم القاصي والداني أن الهدف هو فتح الطريق للتطبيع وتوسيع “اتفاقات أبراهام” مع دول عربية وإسلامية وتجديد الحرب والنفاذ لمشروع” الشرق الأوسط الجديد” .. .
لذلك توجهت في قراءات اليوم لتحليل جازم لا بد من تحقيقه لقبول حل الدولتين الذي يتكلم عن البداية والنهاية ..!!
كل ذلك ونحن نرى الكثير مما هو مسكوت عنه في مخطط ترامب وخطته للاستسلام :
حيث لا يوجد التزام واضح ومحدد بوقف الحرب بشكل نهائي ..
كما لا يوجد التزام واضح ومحدد بالانسحاب الكامل من قطاع غزة ..
الأهم انه لا يوجد التزام واضح بعدم استئناف الحرب والضربات مجددا بعد استعادة الأسرى والرهائن .. .
ايضا لا يوجد التزام واضح بعدم تنفيذ سيناريو التهجير بعد القبول بالمخطط ..
والمهم أنه لا يوجد التزام واضح بإطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين .. .
من المثير انه لا يوجد أي التزام برفع الحصار المضروب على القطاع منذ عشرين عاما ..
والاهم من كل ما ورد انه لا يوجد التزام بإقامة دولة فلسطينية حقيقية ..
فمن حق حماس أن تتساءل لماذا لا يوجد ذكر لآلاف الضحايا من الشهداء والجرحى ولا لتعويضهم عما لحق بهم على مدار عامين من الإبادة ..
كما حقها أن تسأل لماذا لا يوجد ذكر لتحميل الكيان وأمريكا المسؤولية عما جرى من دمار وخراب في القطاع .. .
واقع يقول : المخطط يفرض احتلال ووصاية دولية وعربية على القطاع ..، وأن المخطط يهدف لتفكيك وإنهاء أي مقاومة حالية ومستقبلية للكيان ..، كما ان المخطط يحقق أهداف نتنياهو المعلنة من الحرب ويعطيه ما فشل في تحقيقه عن طريق الحرب أو التفاوض ..، فكل المخطط المطلوب تحقيقه سوف ينقذ نتنياهو داخليا حيث سيتم العفو عنه في كافة قضايا الفساد ..، وخارجيا، بعدم ملاحقته دوليا باعتباره مجرم حرب ..!!؟
لطالما كان المخطط المطلوب تنفيذه يهدف لفك العزلة الدولية خاصة الغربية عن الكيان والتي وصلت لمستويات غير مسبوقة وذلك باعتراف نتنياهو وترامب ..، وبذلك المخطط يوفر غطاء خبيث لتوسيع اتفاقات التطبيع مع الكيان وضم دول أخرى عربية وإسلامية مثل اندونيسيا وباكستان وقطر.. وغيرها .. .
المخطط المطلوب تنفيذه هو أكبر مؤامرة يتعرض لها الفلسطينيون عبر تاريخهم وبتواطؤ عربي وإسلامي مشين ..!!
لذلك القبول بالمخطط يعني انتصار إسرائيل وهزيمة الفلسطينيين وتصفية القضية ..!!
فليس القبول بالمخطط سوى انتحار سياسي للفلسطينيين ولقضيتهم ..، واسألوا ماذا جرى حين وضعت منظمة التحرير سلاحها واعترفت بالكيان ..!!؟ .
باختصار للكلام والموقف المطلوب اليوم أن هذا مخطط تركيع واستسلام وتسليم كامل ليس فقط من جانب الفلسطينيين للكيان، وإنما أيضا من جانب العرب والمسلمين، وذلك بعد عامين من العربدة والاستباحة والاجرام شرقاً وغرباً، وتدشين شرق أوسط جديد تكون الكلمة العليا فيه لليمين الصهيوني المتطرف وتمهيد الطريق لإقامة إسرائيل الكبرى !!؟ .
نعم حركة حماس تسلمت الخطة التي نسبت لترمب ..!!؟؟
وقد بدأت منذ اليوم الثاني لتسلمها الخطة مشاورات داخلية وخارجية ..!!
لكن من حق حركة حماس أن تكون صاحبة القرار في ردها ومصير غزة اليوم كل غزة وشعبها والضفة وفلسطين محكوم لردها ..!!
ليس كلاما فارغا أن ما وجدته حركة حماس في الخطة الأمريكية بعض من الملاحظات وهي ستعلن موقفها وهو موقف حق لا للحركة فقط بل للقرار الفلسطيني الذي سيقرر من خلاله مصير غزة وفلسطين والشرق الأوسط في كل تغيراته والتحولات القادمة عالميا ..!! فلا بد من هذه الملاحظات لتكون جاهزة في الايادم القريبة والمعدودة التي سمعت من ترامب الذي قال علنا : انا سيد العالم ..!!
نعم فحتما ولا بد من حق حماس كممثلين للمقاومة أن تبدي ملاحظاتها بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني اولا :
لقد قررت اولا مناقشة الخطة الأمريكية من منطلق وقف الحرب والمجازر ..!!
مؤكدة في موقفها ما هو موقف وحق لا يمكن التراجع عنه ..:
أنه لا يمكن أن تكون النهاية في التفريط بحقوق شعبنا ومواصلة الإبادة الجماعية ..!!
لابد من التواصل مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية وجادون في الوصول إلى تفاهمات ..!!
حركة حماس جادو للتوصل إلى تفاهمات من منطلق وقف الإبادة الجماعية اولا ..!!
كما من الأهم أن تؤكد أنها معنية بمصالح شعبنا الفلسطيني وبوقف المذابح وانه عليها أن لا تسمح لهذه المجاذر بأن تستمر ..
لذلك لا يمكن تجاهل ما يجري في غزة وفلسطين والمنطقة كلها وحتما ستعلن قريبا جدا موقفها من الخطة ولن تتأخر كثيرا ..!!، ففي العجلة الندامة ..!! لكن في الاأني السلامة ..!!، أو بعض السلامة الممكن أن تتحقق في ظل واقع مجهول قادم ..!!
عالم يتغير ..، وتحولات في موازين القوى واقطابها وحلفاؤها وشركائها تتم اليوم على رسم وتحديد معالم خارطة العالم الجديدة وكيف ستكون ..!!؟ .
عاشق الوطن ..
د. سليم الخراط
دمشق اليوم الجمعة ٣ تشرين الاول ٢٠٢٥.
Discussion about this post