سوالف_ أم عبدالوهاب
في لحظةِ خيالٍ مسترخٍ… نحاول أن نُعيد ترتيب المستحيل،
ونُقنع القلبَ أن الزمن قد يلين.
نحلّقُ على أجنحةِ خيالٍ ناعمٍ،
نستعيدُ ما مضى من عمرٍ وأيامٍ غافلتنا،
فنغزل من الذاكرة خيوطًا من حنينٍ يوشّح القلب دفئًا،
ويزرع في الروح أمنيةَ عودةٍ مستحيلة.
الزمن لا يعود… لكنه يمرّ كل مرةٍ على الجرح نفسه.
كم هو جميل أن نحلم،
أن نسرح في فضاءٍ لا يحدّه واقع،
نُرتّب المستحيل بزوايا مختلفة،
ونُقنع أنفسنا أن الحياة يمكن أن تبدأ من جديد.
لكن الحقيقة تمضي،
تقول لنا إنّ المحال لا يُطرق مرتين،
وإنّ ما مضى لا يعود إلا على هيئةِ وجعٍ ناضجٍ بالذكريات.
أقسى ما في الندم… أنه يُذكّرك بأنك كنت تستطيع ولم تفعل.
كم تمنّينا أن نُعيد الزمن،
لنُداوي جراحًا غرزها قولٌ قيل في غير موضعه،
أو عتابٌ قاسٍ،
أو خطأٌ أرهق قلبًا كان ينتظر حنانًا لا قسوة.
كم من كلمةٍ أُسيءَ فهمها،
فشقّت طريقها إلى الخراب!
وكم من موقفٍ لم نقصد به أذى،
فأشعل حريقًا في صميم علاقةٍ كانت عامرةً بالمحبة!
العتاب ليس اعتذارًا… والاعتذار ليس انتقاصًا.
والمتاجرة بالمشاعر… لا تبرّئ أحدًا من وجعه.
الندمُ يلازمنا كظلٍّ لا يغيب،
يُذكّرنا أن القلوب لا تُشفى بالكلام،
وأنّ الصفح لا يعني النسيان.
وحين نعجز عن تحمّل الآخر في ضعفه وقوّته،
ندرك أن لا حبّ هناك، ولا حكمة.
الكذب في العلاقات… صدمةٌ لا تُنسى.
فمن ادّعى الصدق، فقد خان النقاء أوّلًا.
يعود الماضي في أحلامنا،
كي نُرمّم ما أتلفنا،
لكنّ الأماني لا تشفي الخسائر،
ولا تُعيد ما ضاع من صفاء.
وياليت…
وياليت…
وياليت… لو تنفع.
Discussion about this post