بقلم : صافي خصاونة
يبدو أن صفحة الحرب الطويلة في غزة قد طُويت أو هكذا يُراد لنا أن نصدق بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح آخر الرهائن الذين كانوا محتجزين منذ اندلاع الصراع .
العالم يتنفس الصعداء والناس في غزة يحاولون التقاط أنفاسهم وسط الركام بين خوفٍ من الغد وأملٍ خافتٍ بأن تكون هذه المرة هي الأخيرة .
غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هل انتهت الحرب فعلاً أم أننا أمام استراحةٍ بين جولتين .
فمن الناحية السياسية يبدو الاتفاق الجديد امتدادًا لمحاولات متكررة لتثبيت تهدئة مؤقتة أكثر من كونه إعلانًا حقيقيًا لنهاية الحرب . فإسرائيل ما تزال تحتفظ بقواتٍ داخل بعض المناطق وحماس تعلن النصر رغم خسائرها الفادحة والعالم يتعامل مع الملف كأنه قنبلة موقوتة قد تنفجر من جديد متى اختل ميزان المصالح .
فلا أحد يملك اليقين في الشرق الأوسط فالهدوء هشٌّ وغير مضمون .
أما في الجانب الإنساني فالنهاية المعلنة للحرب لا تعني نهاية المعاناة فغزة اليوم ليست كما كانت بالأمس ولا كما يأمل أهلها أن تكون غدًا .
الركام يتحدث أكثر من البيانات السياسية والألم الذي خلّفته الشهور الماضية يحتاج إلى جيلٍ كامل كي يلتئم وبينما تُعلن العواصم عن التهدئة ما يزال الناس في المخيمات يبحثون عن بقايا منازلهم وعن وجوهٍ غابت تحت الركام .
إن انتهاء القتال لا يعني بالضرورة بداية السلام فالسلام الحقيقي يولد من العدالة ومن الشعور بالأمان والكرامة وما لم يتحقق ذلك فإن النار ستبقى تحت الرماد وقد تشتعل من جديد .
ربما يكون ما يحدث هناك اليوم هو نهاية فصلٍ من الحرب لكنه ليس نهاية الحرب فغزة التي أرهقها الحصار والدمار تحتاج إلى ما هو أعمق من وقف إطلاق النار تحتاج إلى من يسمع وجعها ويعيد بناء إنسانها وحتى يتحقق ذلك سيبقى السؤال معلّقًا في سماء الشرق الأوسط وهو هل انتهت الحرب فعلًا أم أن السلام ما زال في الميزان .
#صافي_خصاونه
Discussion about this post