د. مريم محمود العلي
بين خفّاقِ القلوبِ وأعطافِ الأرواح، تُطرَحُ أسئلةٌ تبحثُ عن إجابة، وتتهادى ظلالُ المشاعرِ التي تتصارعُ بين الحقيقةِ والوهم. فالحبُّ الحقيقيّ، في دنيا الوجود، هو تلك اللؤلؤةُ النادرة التي قد لا يظفرُ بها المرءُ ولو عاشَ دهراً، بل ربما يموتُ الإنسانُ وهو يحملُ في صدرهِ شوقاً إليها، لم تُتحْ لهُ فرصةَ عيشِها أو تذوُّقِ رحيقِها.
فما يُسمّيهِ البعضُ حبّاً، ليس في حقيقتهِ سوى ظِلٍّ عابرٍ للمشاعر، أو موجةِ إعجابٍ تعلو ثمَّ تَخِبو، أو رغبةٍ طارئةٍ تبحثُ عن إشباع. إنَّه ذلك الانسجامُ المؤقَّت، والراحةُ النفسيةُ العابرة، التي يخلطُ الناسُ بينها وبينَ الحبِّ الأصيل. فهي محطاتُ استراحةٍ في رحلةِ الحياة، يخطئُ البعضُ حينَ يعتقدونَ أنها الغايةُ التي لا غايةَ بعدها.
أمّا الحبُّ الحقيقيّ، فهو نبعٌ لا ينضبُ من العطاء، وهو فنُّ التضحيةِ ببهجةِ القلبِ في سبيلِ ابتسامةِ المحبوب. إنَّه ذلكَ التفاني الذي لا ينتظرُ مقابلاً، والذوبانُ في سعادةِ الآخر حتى تُصبحَ سعادتُهُ هي غايةَ وجودِك. فالحبيبُ الحقيقيّ لا يبحثُ عن ذاتِهِ في علاقتِه، بل يذوبُ في مَن يحب، ويجدُ لذّتَهُ في منحِ السعادة، لا في تلقيها.
في هذا الحبِّ تتحوّلُ الأنانيةُ إلى إيثار، والرغبةُ إلى عطاء، والعلاقةُ إلى لوحةٍ إلهيةٍ يرسمُها الطرفانِ بألوانِ الطمأنينةِ والوفاء. فسعادةُ المحبِّ ليست في ما يأخذ، بل في ما يعطي، وليست في ما يحقّقُ لذاتِه، بل في ما يمنحُ لِمَن يحب.
هكذا هو الحبُّ الحقيقيّ: رحلةٌ نادرةٌ بين قلبين، يسبحانِ في فضاءٍ من التضحيةِ والعطاء، ولا يبحثانِ عن شيءٍ سوى أنْ يرى كلٌّ منهما الآخرَ سعيداً. ففي هذه الحياةِ قد نعيشُ سنواتٍ طويلةً دونَ أنْ نعثرَ على كنزِ الحبِّ الحقيقي، ولكن إنْ وُفِّقنا إليه، فإنَّنا نكونُ قد عشنا أجملَ ما في الوجودِ من معنى.
تُطرَحُ أسئلةٌ تبحثُ عن إجابة، وتتهادى ظلالُ المشاعرِ التي تتصارعُ بين الحقيقةِ والوهم. فالحبُّ الحقيقيّ، في دنيا الوجود، هو تلك اللؤلؤةُ النادرة التي قد لا يظفرُ بها المرءُ ولو عاشَ دهراً، بل ربما يموتُ الإنسانُ وهو يحملُ في صدرهِ شوقاً إليها، لم تُتحْ لهُ فرصةَ عيشِها أو تذوُّقِ رحيقِها.
فما يُسمّيهِ البعضُ حبّاً، ليس في حقيقتهِ سوى ظِلٍّ عابرٍ للمشاعر، أو موجةِ إعجابٍ تعلو ثمَّ تَخِبو، أو رغبةٍ طارئةٍ تبحثُ عن إشباع. إنَّه ذلك الانسجامُ المؤقَّت، والراحةُ النفسيةُ العابرة، التي يخلطُ الناسُ بينها وبينَ الحبِّ الأصيل. فهي محطاتُ استراحةٍ في رحلةِ الحياة، يخطئُ البعضُ حينَ يعتقدونَ أنها الغايةُ التي لا غايةَ بعدها.
Discussion about this post