الب
انطلاقًا من الإيمان العميق بأن التراث السوري هو الذاكرة الحية للحضارة الإنسانية،
وأن آثار سورية الممتدة على أكثر من عشرة آلاف عام تمثل الجذور المشتركة للبشرية جمعاء،
تعلن مجموعة من الشخصيات الوطنية والعلمية والثقافية السورية، ومعها مثقفون عرب وأصدقاء من مختلف أنحاء العالم، عن إطلاق مبادرة..
“اليوم العالمي للآثار والتراث السوري”
ليكون مناسبة سنوية يحتفي بها العالم بتاريخ سورية ومآثرها الخالدة، ويجدد العهد بحمايتها وصونها من التدمير والنهب والنسيان.
لقد شهدت سورية خلال السنوات الماضية واحدة من أكبر عمليات السطو المنظم على التراث الإنساني في التاريخ الحديث،
حيث تشير التقديرات إلى نهب ما يزيد على مليون قطعة أثرية، وتهريب العديد منها إلى الأسواق السوداء العالمية.
كما تعرضت عشرات المواقع الأثرية المسجلة على لائحة التراث العالمي للدمار والتخريب الممنهج، في محاولة لطمس هوية هذه الأرض التي كانت مهد الأبجدية، وملتقى الأديان، ومهد المدن الأولى في التاريخ.
إن هذه الجريمة الثقافية لا تستهدف سورية وحدها، بل تمسّ الذاكرة الجمعية للإنسانية كلها
وانطلاقًا من ذلك، تقرر أن يكون اليوم العالمي للآثار والتراث السوري في الثاني عشر من كانون الأول (12/12) من كل عام، باعتباره تاريخًا رمزيًا يُختتم به العام بوقفة تأمل ووفاء لسورية، مهد التاريخ وذاكرة العالم.
وستعمل المبادرة، عبر لجانها المتخصصة، على تحقيق الأهداف التالية:
1. الحفاظ على ما تبقى من الآثار السورية وصونها من السرقة أو الإهمال أو التدمير مع التوثيق الرقمي الدقيق لها.
2. العمل على استرجاع الآثار والكنوز السورية المهربة إلى الخارج بالتعاون مع الجهات القانونية والدبلوماسية والمنظمات الدولية.
3. تعريف المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بأهمية سورية التراثية ودورها في تكوين الوعي الحضاري الإنساني.
4. استصراخ الضمير العالمي لوقف التعامل مع شبكات تهريب وبيع الآثار السورية، وتجريم كل من يسهم في نقلها أو اقتنائها أو الاتجار بها.
5. مناشدة المتاحف والجمعيات الدولية ووزارات الثقافة في جميع دول العالم لمدّ يد التعاون في حماية التراث السوري وإعادة ما نهب منه.
6. إطلاق مشروع وطني ودولي لترميم المواقع الأثرية المتضررة بفعل الحرب والإهمال، وإعادة تأهيلها كمراكز حية للثقافة والسياحة.
ولتنظيم هذه الجهود، سيتم تشكيل اللجنة التأسيسية لليوم العالمي للآثار والتراث السوري، وتُناط بها المهام التالية:
إعداد الخطة التنفيذية العامة للمبادرة، وتحديد أولويات العمل الميداني والإعلامي.
تنسيق التواصل مع المنظمات الدولية (اليونسكو، الإيكوم، المجلس الدولي للمتاحف، وغيرها).
حشد الدعم من الجاليات السورية والعربية في الخارج للمشاركة في حماية التراث الوطني.
تنظيم مؤتمر سنوي في الثاني عشر من كانون الأول من كل عام يُعرض فيه تقرير شامل عن حالة الآثار السورية، ومسار الجهود المبذولة في الحماية والاسترداد والترميم.
وضع برنامج توعوي موجه للأجيال الجديدة حول أهمية التراث كعنصر للهوية الوطنية والانتماء الثقافي.
إن إطلاق اليوم العالمي للآثار والتراث السوري ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو مشروع وطني وإنساني يستعيد عبره السوريون والعالم ثقتهم بأن الحضارة لا تموت، وأن الذاكرة لا تُسرق، وأن سورية ستبقى، رغم كل ما مرّ بها، قلب التاريخ النابض بالحياة.
دعوة لمن يرغب من المهتمين الانضمام إلى المبادرة…
سنرسل لك لاحقا طريقة التواصل
صادر في دمشق،
بتاريخ: 14 تشرين الثاني 2025
اللجنة التأسيسية لمبادرة اليوم العالمي للآثار والتراث السوري.
عنهم
د حسين راغب الحسين
















Discussion about this post