ممر وعبور الدول الكبرى لاختراق دول العالم النامي لا يتم الا من خلال البنك الدولي ..!!
لذلك البنك الدولي اليوم يحذر الدول النامية من دائرة الخطر بسبب الديون المتراكمة والتي ارتفعت لأكثر من ٧٤١ مليار دولار ما بين عام ٢٠٢٢ و ٢٠٢٤ ..!!، تحذير يحمل في طياته كل ما هو قادم من الكوارث التي ستطال الدول النامية أن لم تسدد ديونها ..، والأنظمة لا تبالي لأنها وجدت لتحقيق كل ذلك على حساب أوطانها وشعوبها لتبقى على عروشها ..!! .
لكن هناك دائما ساعة حرجة عالميا، تحدث فيها كل المفاجأت الصادمة، ويبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، ولا يمكن أن يكون إلا الثبات في هذه الساعة الشديدة
هو نقطة التحول التي تصيب سياسة القادم في مستقبل العالم ..!! .
نرى اليوم كيف أن سورية بتاريخها وحضارتها وعقولها وخبراتها وثرواتها محتكرة لفئة من منظومة عالمية كبرى، والى جانبها منظومات داخلية ماجورة في ظل الفوضى اليوم ..، ومسيرة الوطن التي تتجه نحو تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والعدالة للمواطن السوري، في وقت تسعى قوى متمردة لتحقيق مطالب هذه القوى العظمى على حساب شعوبها ولا يعنيها الوسائل، بقدر ما يعنيها تحقيق مصالحها والحفاظ على عروشها ..!! .
لذلك نحن نحتاج لوقت طويل حتى نرتقي،
لكننا حتما سنرتقي شاء من شاء وأبى من أبى والله معنا لن يتخلى عنا لأننا كنانة الله ورسوله .. .
في كلام وتساؤلات الكثيرين ما نسعى إلى فهمه إن كنا نريد أن نفهم ..!! ولكن متى سنفهم ونتعلم ..!!؟
التحدي اليوم في النهوض السوري عالميا بإجماع معظم دول العالم، ونحن نعلم ان الملفت وأمام احداث متعددة ملونة الاشكال على خارطة العالم ما يؤكد المخاض العسير لولادة الشرق الأوسط الجديد ..!! ونحن نتابع كيف يتم رسم معالم هذه الخارطة الجديدة للعالم، والتي تعد في غرف المخابرات لدى الدول الكبرى، وهي التي تقسم العالم لنفوذ ومصالح وشراكات وتحالفات جديدة .. .
خارطة العالم التي يتم رسم معالمها ليست سوى تعديل لتوافق واتفاق ما بين الدول الكبرى لتعديل اتفاقية ” يالطا ” وفق الواقع الجديد ..، حيث يتم تعديل خارطة النفوذ والمصالح اليوم وفقا لمعايير الأحداث وتسارعها خاصة في الشرق الأوسط وسورية تحديدا، حيث الحروب تقوم للسيطرة على الثروات الهائلة وحماية المصالح، ابتداءا من منطقة الشرق الأوسط واولها النفط والغاز ..، يليها حروب على المياه وقد بدأت ..!! .
إنه العالم الجديد بحروبه القائمة على تنوع الصراعات وتغطيتها بتسميات واهية تحيط وتستمر بمنطقتنا اليوم ..!!، فقد كثرت الزيارات للمنطقة ما بين سورية ولبنان
وأهدافها واضحة المعالم، فالعالم في مرحلة ولادة قيصرية جديدة، توضح وترسم معالم خارطة العالم الجديد من خلال التحولات والتغيرات والتحالفات والشراكات في حماية النفوذ والمصالح للدول العظمى ..!! .
لماذا القوانين الصادرة بحق شعوب المنطقة المدعومة أمنيا بشكل قصري بضغوط اميريكية، وآخرها قانون قيصر لحصار سورية الذي لا يزال قائما رغم إيقاف العمل به لستة اشهر متوالية، لتستطيع سورية العمل على إعادة بناء وازدهار دولتها الجديدة، ولكن تحت إشراف مباشر وموجه ومتابع من قبل الأمم المتحدة ظاهريا والأميركية بشكل مباشر دون إعلان ومجاهرة، لانه لا ينقص الولايات المتحدة الأمريكية تبريرا للقيام بما تريد أن تقوم به ..!! .
إن طموح أميركا وأوروبا يقوم على استراتيجية السيطرة على دول العالم بهدف استثمار خيراتها وثرواتها، حيث اهم ما يتم العمل عليه اليوم هو السيطرة على الشرق الأوسط بسبب ثرواته الهائلة والمتعددة والمتنوعة .. .
كل ذلك يتم تحت شعار السعي من أجل السلام ونشر الحريات والديمقراطية المزيفة والكاذبة للدول النامية، دول سهل التلاعب بها بتنوع أساليب تفقيرها، ودعم أنظمتها المصنعة كأدوات للبطش والتحكم بشعوبها ..!! .
تبقى مصيبتنا نحن أمة العروبة والإسلام أننا في معظمنا انظمة مصنعة ..، لتكون ادوات بطش وترهيب ضد شعوبها، ذلك كله يقوم على سياسة إخضاع هذه الشعوب وخنوعها وصمتها المستمر على أنظمتها المصنعة لتحقيق المطلوب تنفيذه منها ..، وإلا فإن مصير الأنظمة هو التخلي عن عروشها وإبادتها..!!، وقد شهدنا كيف رحل النظام البائد، وكيف انتصرت ثورة الوطن، ومن كان إلى جانبه يعينه في عثرات المواجهة والتحرير ..، فهل سنتعلم أن نبني دولتنا على مبدأ أمننا واستقرارنا وعدالتنا التي تساوي بين كافة أبناء الوطن ومكوناته ..!! .
إن زيارة مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه الخمسة عشر الذين يصلون سورية، بهدف لقاء الرئيس أحمد الشرع وعدد من المسؤولين السوريين في الدولة والحكومة الممثلين في المرحلة الانتقالية ..، والإشارة التي تم إطلاقها والتي قيدت قانون قيصر بالاشهر الستة ليس إلا تأكيدا وامتحانا لسورية بتنفيذ كل ما هو مطلوب، وسيكون ذلك مؤكدا بلقاء فعاليات المجتمع المدني السوري ليكون الجواب من خلالهم ..!! .
لذلك ما نراه متجسدا باعتراف دولي بتغيّر قواعد اللعبة الدولية بدءا من سورية قلب الشرق الأوسط، فاليوم سورية تعود لتكون شريك تجلس على رأس الطاولة بين الأمم الدولية التي تدعي وحدتها كأمم متحدة ..!! .
لذلك من سوريا الجديدة اليوم، وبحضور دوله الخمسة عشرة في مجلس الأمن، سيتم التأسيس لمستقبل جديد للعالم ترسم معالم خارطته من دمشق عاصمة التاريخ ..!! .
عاشق الوطن
د. سليم الخراط


















Discussion about this post