كتب: سعيد فارس السعيد:
كيف يمكن أن نُطلق تسمية قبيلة على موقعٍ مقدّس، أو على ضريح نبي من أنبياء الله؟
وكيف نقبل أن تتقدّم العصبية القبلية على قداسة النبوّة، وقد خُصّ الأنبياء بالوحي والرسالة والاصطفاء الإلهي؟
إن تكريم وتقديس الأنبياء والمرسلين أسمى وأقدس من أي اعتبار قبلي أو عشائري.
فـ سيرة الأنبياء، وأسماؤهم، وآثارهم هي ذاكرة الإيمان والإنسانية، وهي أرفع شأنًا من سِيَر القبائل وأسمائها، مهما كان تاريخها أو عددها.
النبي محمد ﷺ هو أعظم وأقدس من بني هاشم ومن بني أمية،
لأن الرسالة تعلو على النسب،
والوحي يسمو على الدم،
والإنسانية تتقدّم على العصبية.
وكذلك النبيان زكريا ويحيى عليهما السلام،
فهما أقدس وأعظم من كل القبائل والعشائر،
ولا يجوز اختزال مقاماتهم باسم جماعة أو هوية ضيقة، لأنهم رسل الله إلى البشر كافة، لا إلى قبيلة دون أخرى.
إن تحويل الرموز النبوية إلى عناوين قبلية، هو تشويه للقداسة، وإعادة إنتاج لفكر الجاهلية، الذي جاء الدين أصلًا لتجاوزه.
فالأنبياء جاؤوا ليحرّروا الإنسان من العصبية، لا ليُستخدموا غطاءً لها.
> الأنبياء ملكٌ للإنسانية جمعاء،
والقداسة لا تُختصر،
والرسالة لا تُقزَّم،
والشرق لا يُبنى إلا بتحرير الدين من القبيلة،
والإنسان من الإقصاء.
سعيد فارس السعيد
كاتب وباحث استراتيجي سوري مستقل
صوت من أجل شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام.

















Discussion about this post