كتب ركان الخضر :
بعد دخول وقف إطلاق النار بين إيران و “إسرائيل” تجد صعوبة في تحديد المنتصر و المهزوم ، فمعايير النصر تختلف من طرف إلى آخر. إن المتتبع للأحداث منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 يلمس رغبة إسرائيلية واضحة في الحرب يقابلها نفور إيراني لمسناه في عدة مواقف، حيث كانت الردود الإيرانية لا توازي الهجوم الإسرائيلي الذي كان دائما نوعيا ويصيب أهدافا حساسة سواء من خلال الاغتيالات، أو استهداف المواقع الاستراتيجية المهمة في إيران، وبالرغم من كل ذلك سيجد الإيراني ما يسوقه بادعاء الانتصار من قبيل نجاح الصواريخ الإيرانية في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، وإحداث الدمار في تجمعاتهم السكنية في مشهد غير مألوف في “إسرائيل”، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، كما سيدعي بأن منشآته النووية لم تتعرض للتدمير الكامل، بل كل ما حدث أنها تعرضت لبعض الأضرار التي يمكن تلافيها مع الوقت،نقطة ثالثة سيسوقها الإيراني في ادعاء الانتصار تكمن في الرد على الضربة الأمريكية من خلال استهداف إيران لقاعدة العديد الأمريكية في قطر الذي بدا للعيان لا يتعدى كونه مسرحية هزلية، على الجهة المقابلة لن تفوت “إسرائيل” الفرصة في تسويق الفوز في المعركة من خلال الادعاء بتدمير القدرات النووية الإيرانية إضافة إلى قدراتهم الصاروخية، وفي واقع الأمر فلا يوجد دليل واضح على صحة تلك الادعاءات حيث لا يمكن الجزم هل تدمرت المواقع النووية الإيرانية بالكامل أم تعرضت لبعض الأضرار، أما القدرة الصاروخية، فإيران استمرت في قصف “إسرائيل” حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار مما يجعل الادعاء الإسرائيلي محل علامة استفهام كبيرة،كل هذا لا يدعو للاستغراب، فالتصريحات شيء والواقع شيء مختلف حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ادعى في البداية بأن الضربة الأمريكية لمفاعل فوردو نجحت بتدميره بالكامل،ثم عاد في اليوم التالي ليقول إن المفاعل آنف الذكر تلقى ضربة موجعة، وشتان بين التدمير الكامل والضربة الموجعة حتى أن تلك الضربة لم يلاحظ من آثارها أي انتشار لإشعاع نووي، وإذا ما ربطنا المعلومة بتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين حول نقل اليورانيوم المخصب إلى مكان آمن نجد أن استهداف المفاعل من الأساس لا يحمل تلك القيمة الكبيرة، أما تهديدات إيران لإسرائيل بالزوال وما قابلها من تهديدات إسرائيلية لإيران بضربة لا يعي فيها النظام الإيراني ما الذي يجري، فهي تصريحات لا تتعدى شاشات التلفزة ليس لها أي نصيب على أرض الواقع . قالت “إسرائيل” إنها تعرف مكان المرشد ولو أرادت اغتياله لفعلت ، وقالت إيران إنها ستغلق مضيق هرمز لكنها لم تصنع، فالبرغم من كل مشاهد الدمار في الطرفين ،كان هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، مما يشير إلى أن ما شهدناه يعتبر حلقة من حلقات كثيرة ربما تتكرر، فموعد المواجهة النهائية لم يحن بعد.
نموذج يُحتذى في خدمة الوطن والمواطن”
من منطلق أن قلم الصحافة ليس وظيفته النقد فقط، بل هو أيضاً مرآة تعكس الإيجابيات وتسلّط الضوء على النماذج المشرفة، فإننا نرى من الواجب أن نوجه كلمة شكر وتقدير للسيد مدير ناحية...
Discussion about this post