شكل الإعلان عن إنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي في سوريا تحت مسمى” بوابة دمشق” من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام السورية وشركة “المها الدولية” القطرية فرصة كبيرة ، ونافذة واسعة أمام الشباب السوري الطامح لواقع جديد، والحالم بإمكانيات إعلامية متقدمة تحاكي روح العصر، فالمشروع المنتظر سيقام على مساحة تقارب ٢ مليون متر مربع ، ويشمل استديوهات خارجية تحاكي طراز العمارة التاريخية في المدن العربية والإسلامية، واستديوهات داخلية مزودة بأحدث تقنيات البث، وسيوفر آلاف فرص العمل وذلك بحسب وزير الإعلام حمزة المصطفى.
لا يخفى على أحد الأدوار المهمة التي يلعبها الإعلام في عصرنا الحديث، مما يوضح الأسباب التي تدفع بعض الدول ، والحكومات للاهتمام بهذا المجال وضخ ملايين الدولارات عليه، فهو وسيلة الإنسان للحصول على الأخبار، ومعرفة ماذا يجري حوله من أحداث في هذا العالم مترامي الأطراف، والذي بات يبدو وكأنه قرية صغيرة من خلال وسائل الاتصال الحديثة التي دخلت مجال الإعلام الذي بات يضع الإنسان بآخر التطورات والأحداث في العالم مهما كانت بعيدة عنه، بحيث يشعر وكأنه في قلب الحدث.
وظيفة أخرى يلعبها الإعلام من خلال تشكيل الرأي العام ، والتأثير حول آراء الناس في المواضيع العامة التي تهم الجمهور، حيث تشكل الوسيلة الإعلامية منبرا مهما لطرح المواضيع التي تهم الجمهور ، ومحاولة التأثير على الناس لتبني رأي معين يخدم توجهات الوسيلة الإعلامية، مما يتطلب وجود قاعدة إعلامية متينة ومتقدمة تتوفر لها كل وسائل التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال لتغطية مختلف الأحداث بطريقة احترافية تساعد في اطلاع الناس على ما يجري حولهم من خلال وسائل إعلام محلية تواكب أرقى المؤسسات الإعلامية في المنطقة.
إن المدينة الإعلامية المزمع إنشاؤها في دمشق تمثل بابا واسعا لتغيير الصورة النمطية للإعلام السوري الذي كان يدور في فلك السلطة طيلة العقود الماضية ، والانطلاق نحو عالم جديد من الأفكار المختلفة، مما يساعد على بناء إعلام سوري يبرز الإيجابيات لتعزيزها، ويسلط الضوء على السلبيات لتلافيها ، فهو يشكل عين المواطن ولسانه ، والسلطة الرقابية على سياسات الحكومة ومشاريعها التنفيذية.
تشكل”بوابة دمشق” بارقة أمل للشباب السوري الطامح نحو مستقبل إعلامي باهر يلغي الصورة القاتمة للإعلام السوري خلال الفترة الماضية، ويفتح المجال لآلاف فرص العمل والتدريب في هذا المجال الذي بات يشكل عصبا حيويا في حياتنا المعاصرة لا يمكن الاستغناء عنه.
Discussion about this post