الكاتب العراقي مقداد الشمري مغرداً …
كعادتي في كل يوم أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وإذا بي أرمق رواية بإسم ( أسرى غرف الضباب ) أثار العنوان فضولي فقرأت بعض السطور على غلاف الكتاب، أصبح عندي شغف لمطالعتها، وما أن بدأت بقراءة الرواية شعرت وكأنني أعيش الأحداث وأشاهدها بأم عيني، حقاً أدهشتني .
كلما قرأت فصلا منها كان يأخذني الى عالم تارة مليء بالحروب والدماء والدمار والصراع الطائفي والعنصري وأخرى يقودني إلى الحب والسلام والتضحية والتحرر الفكري.
رواية أقل ما يمكن أن اقول بحقها قد حبست أنفاسي وعشت لحظات تناقضت واضطربت فيها مشاعري ما بين الحزن والفرح والخوف والاطمئنان والتحدي والشموخ والعز، لا أبالغ أذا قلت لم أقرأ رواية قد أثرت في نفسي مثلها قط .
قد شخصت الرواية أسباب الحروب قبل 1400 عام وحتى يومنا هذا وأشارت للحلول لإنهاء تلك الصراعات الدامية وكان منها نبذ الطائفية والتعصب الأعمى والدعوة للتعايش السلمي، تعلمت دروساً في معنى الحب الصادق الطاهر والاخلاص والإنسانية والتسامح والإرادة والعزيمة. بالنسبة لي كانت رواية مُلهمة .
عشت مع بطل الرواية الأحداث لحظة بلحظة كنت تارة أغبطه وأخرى أتألم لوجعه وتارة أخشى عليه من خطر الغدر والقتل أو السجن المؤبد، وأنا اقرأها كان لساني يلهج بالدعاء لبطلها بأن ينجو من تلك المحن نسيت أنني اقرأ عن أحداث مضت وأن بطلها بخير وأمان وعافية الآن وقد شاءت الأقدار أن تقف لجانبه، فعلا كانت أحداث ساحرة قد أستطاع المؤلف أن يستثمر هذه الأحداث الواقعية كمادة ليصيغ منها قصة أسطورية تذهل القارئ وتأخذه بسحرها إلى عوالم تختلف معها مشاعرك .
تحية تقدير وأحترام للروائي المصري محمد إسماعيل لما بذله من جهد في هذا العمل الاكثر من رائع.
وتحية أجلال لبطلها المفكر العراقي فرقد الأغا الذي عانى كثيرا حتى حقق أهدافه وأنتصر في نهاية المطاف ليصبح قدوة وملهما لنا جميعا وليوصل رسالته السامية التي خاض حربه من أجلها .