بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
منذ اعتلى الملك محمد السادس العرش بالمغرب لقبه الشعب بملك الفقراء ، وقد لمس المغاربة ذلك فعلا من خلال خرقه للبروتوكول عدة مرة ومصافحته لابناء شعبه أثناء اغلب التدشينات .
كما ان العاهل المغربي كان يحاول مرارا الهروب من الحراسة وقيادة سيارته بنفسه والتقرب اكثر من شعبه واللقاء المباشر معهم كلما سنحت الفرصة بذلك ، مع ان الحراس يلاحقونه في إطار عملهم .
الملك على يقين انه محبوب من شعبه ولن يمسوه بسوء لانه منهم وإليهم ، لذلك يحاول التخلص من قيود الحراس والحراسة وله حكايات كثيرة بهذا الخصوص .
في السنوات الاخيرة كانت له الكلمة الفصل واصبح رسميا يتنقل بدون حراسة ، حيث يسوق سيارته بنفسه او يرافقه صديقه ومستشاره فؤاد علي الهمة ، يحترم إشارات المرور ، يحيي شعبه من وراء نافذة السيارة المفتوحة ، يقبل بالتقاط صورة تذكارية معهم …
في هذه الايام شوهد عدة مرات يتجول بسيارته قبل ادان صلاة المغرب بتطوان وبعدها بالرباط ثم في اليومين الاخيرين بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء وبالضبط قرب شاطئ عين الذئاب حيث مقر إقامته .
المواطنون الفوا رؤية ملكهم يقود سيارته بنفسه بدون اي بروتوكول ولا حتى حراسة شخصية ، يرردون “عاش الملك” ، ويوثقون اللحظات بهواتفهم . يرد عليهم التحية بأحسن منها ، يلتقطون الصور مع جلالته .
كذلك الامر خارج المغرب ، بالإمارات العربية المتحدة وفرنسا … ، حيث يشاهد الملك يتجول بالشوارع والاسواق بدون حرس ولا بروتوكول سواءا بمفرده او رفقة اسرته الصغيرة ، يلتقي المغاربة والعرب ، يسمح بتوثيق اللحظة بصور او فيديو …
ومن شدة قرب هذا الملك المتواضع من ابناء شعبه ، ومن قوة حبهم له ، ابتكروا طريقة اصبحت التريند بوسائل التواصل الاجتماعي ، هذه الطريقة تخول لاغلب ابناء شعبه الذين لم تتح لهم فرصة لقائه بان يلتقوه شكل مباشر واكثر من ذلك ان يوثفوا اللحظة .
هذه الطريقة هي تطبيق يضع فيه المهتم صورته بجانب صورة الملك محمد السادس فتتحول لفيديو عناق يجمع العاهل المغربي بذلك الشخص ، وقد نالت الفكرة إعجاب جل المغاربة ، فجربوها ونشروها بحساباتهم على المنصات الاجتماعية.
انتشر التطبيق انتشار النار في الهشيم واصبح الاكثر انتشارا بالمغرب خلال لحظات من ظهوره ، وهذا ان دل على شيء غإنما يدل على الحب الكبير الذي يجمع الملك بشعبه ، ويزيد من شعلة هذا الحب ، وهو ما حير اعداء وخصوم وحدتنا الترابية.
هؤلاء الذين يعجبون لامر هذا الحب الرابط بين الملك والشعب ، رغم كل المكائد التي يكيدونها صباح مساء ، رغم كل الإشاعات التي ينشرونها باستمرار ، ومحاولاتهم لتشكيك الشعب بادعاء انقلاب وشيك او مرض خطير اصاب الملك او قتله حتى …
هكذا إذن استغل المغاربة الذكاء الإصطناعي ووظفوه لهذا الهدف النبيل وهو تحقيق حلم كل مغربي لم يتسن له اللقاء المباشر مع ملكه ، فقربوا له المسافة ويسروا له الامر ، فصار بإمكانه معانقة امير المؤمنين افتراضيا . وهذه إحدى بركات وإيجابيات الذكاء الإصطناعي.
هذا التطبيق قلب السحر على الساحر ، وجعله يضرب اخماس في اسداس ، فكل مكائدم لم تؤث اكلها ، بل وزادت من تعلق الشعب بملكه ، وصاروا يتحينون فرص لقائه المباشر والإطمئنان على صحته ، والدعاء له عبر المنصات الاجتماعية…
الحب لا يباع ولا يشترى ، إنما هو إحساس وشعور لا يملكه إلا ذوي القلوب الطاهرة النقية النظيفة التي لا تنتظر لا جزاءا ولا شكورا ، و لا يعتريها خوف ولا طمع . هذه قصة الشعب المغربي مع ملكه وهي ثورة وعقد دائم بين الطرفين
Discussion about this post